نبض البلد - هل يستطيع الذكاء الاصطناعي تأليف الشعر العربي الموزون؟
د. أيوب أبودية
طلبت من الذكاء الاصطناعي أن يبدع أبياتا من الشعر مشكَّلة على وزن مغناة أبو القاسم الشابي:
"إذا الشعب يوماً أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر"
فأعطاني ما يلي:
1. **إِذا الحُبُّ نادى بصدقِ الوِصالِ** **فلا بُدَّ أن يَلتقي القَلبُ شَغفَاً**
2. **إِذا الفجرُ لاحَ على وجهِ ليلٍ** **فلا بُدَّ أن يَنجلي الليلُ ظُلماً**
3. **إِذا الصبرُ عاشَ بقلبٍ جريحٍ** **فلا بُدَّ أن يَفرحَ الحُزنُ يوماً**
4. **إِذا النيلُ جادَ بفيضِ السخاءِ** **فلا بُدَّ أن يُزهرَ الوادي خصباً**
5. **إِذا العِلمُ لاحَ لنفْسٍ تَسَامَت** **فلا بُدَّ أن تَرتقي نحوَ عُلما**
6. **إِذا النَّخلُ نادى بصوتِ النَّسيمِ** **فلا بُدَّ أن يُثمرَ العودُ رُطباً**
7. **إِذا الرِّيحُ غنَّت بألحانِ سلمٍ** **فلا بُدَّ أن يَسكبَ اللحنُ حُبّاً**
8. **إِذا البحرُ همَّ بعهدِ الأمانِ** **فلا بُدَّ أن يهدأَ الموجُ طَوعاً**
9. **إِذا الشوقُ لاحَ بعينِ الغريبِ** **فلا بُدَّ أن يلتقي الأهلُ رَحبا**
10. **إِذا الحلمُ صارَ جناحاً لطيرٍ** فلا بُدَّ أن يَبلغَ العُشَّ سَرباً**
11- إِذا الغيمُ هبَّ بأرضِ الرُّخاء فلا بُدَّ أنْ يُثمرَ الحَبُّ دَرّ
12- إِذا النَّجمُ أشرقَ فوقَ السّماءِ فلا بُدَّ أنْ يَسطَعَ النّورُ حَرّ
هذه الأبيات مشكَّلة بنفس الوزن والإيقاع للبيت الأصلي وتتناول مواضيع مختلفة تعكس قيم الأمل والصبر والتحدي. ونتساءل: هل ظل من معنى لتأليف الشعر؟
نقول نعم، لأن الشعر ينبع من عاطفة وخيال وتجربة، صحيح أن الذكاء الاصطناعي يتعلم من تجاربنا الموثقة لديه، ولكن هناك الكثير منها لا يمكنه الوصول إليها، ثم هناك التجارب المستجدة مع الإنسان في الزمان والمكان، وبتنوعها لفرادة بني البشر فان العاطفة والخيال والتجربة تتنوع لحظيا عند البشر ولا يستطيع الذكاء الاصطناعي طمسها.
ولكن يجب التنبه إلى أشعار الأجيال الحديثة والتأكد من أنها من بنات أفكارهم وتأليفهم، وإلا اختلط الحابل بالنابل والمبدع بالناسخ. فهل يمكننا أن نكتشف ذلك؟ نعم، فهناك برامج جديدة تستطيع أن تكشف تأليفات الذكاء الاصطناعي وتميزه عن الأبداع البشري.