نبض البلد - كنوز الأردن وقائمة التراث العالمي؟
هاني الدباس
تُعد مدينة جرش واحدة من أبرز المواقع الأثرية في العالم، ومع ذلك، لم يتم إدراجها حتى الآن ضمن قائمة التراث العالمي التابعة لليونسكو. ويرجع ذلك إلى عدة عوامل، أبرزها عدم استيفاء المعايير اللازمة للاعتماد العالمي ، مثل تقديم ملف ترشيح يعكس أهمية الموقع عالميًا، بالإضافة إلى نقص الترويج الدولي. كما أن جرش بحاجة إلى برامج أكثر فعالية لإدارة الموقع والحفاظ عليه من التهديدات المختلفة، مثل التدهور البيئي أو التوسع العمراني، لضمان استدامته.
فما المطلوب لإدراج جرش ضمن قائمة التراث العالمي؟
للانضمام إلى قائمة التراث العالمي، ينبغي تحقيق مجموعة من الشروط، تبدأ بإعداد ملف ترشيح قوي وشامل يقدم لمنظمة اليونسكو صورة واضحة عن أهمية جرش كأحد المواقع الثقافية المتميزة. ويتطلب ذلك أبحاثًا دقيقة ودراسات علمية تثبت أصالة الموقع وقيمته التاريخية. كما يجب الحفاظ على سلامة الموقع من خلال خطط صيانة وإدارة محكمة، مع تعزيز الجهود للترويج لجرش دوليًا عبر تنظيم معارض ومؤتمرات تُبرز تاريخها العريق. بالإضافة إلى ذلك، يُعد إشراك المجتمع المحلي خطوة أساسية لضمان الحفاظ على الموقع ودعمه، مما يرفع من قيمته كمرشح محتمل.
ولعل فوائد إدراج جرش ومواقع اخرى عديدة تشكل كنز الأردن الأثري الغني ضمن قائمة التراث العالمي.. تنعكس في تعريف العالم بقيمة هذا التراث العالمي الذي تحتضنه ارض الأردن.
ويترتب على إدراج جرش مثلاً في القائمة عدد من الفوائد المهمة، فمن الناحية السياحية، سيؤدي ذلك إلى زيادة عدد الزوار من مختلف أنحاء العالم، مما يعزز مكانتها كوجهة سياحية بارزة. كما ستتمكن المدينة من الحصول على دعم مالي وتقني من اليونسكو للحفاظ على الموقع وتطويره. أما على المستوى الثقافي، فإن إدراج جرش سيُعزز الهوية الوطنية ويزيد من فخر الأردنيين ووعيهم بقيمة ارثهم التاريخي .
اقتصاديًا، ستنعكس زيادة السياحة إيجابًا على القطاعات المحلية مثل الضيافة والحرف اليدوية، مما يسهم في تحفيز التنمية الاقتصادية.
وفي حال انضمام جرش إلى قائمة التراث العالمي، ستصبح الحاجة إلى استراتيجيات ترويجية فعّالة أمرًا ضروريًا. يمكن تحقيق ذلك من خلال إطلاق حملات إعلامية على المستوى العالمي تُبرز أهمية الموقع. كما يمكن تنظيم فعاليات ثقافية دولية مثل مهرجان جرش، مع التركيز على الطابع العالمي للموقع. التعاون مع وكالات السفر العالمية سيساعد في جذب السياح، إلى جانب الاستفادة من التكنولوجيا لإنشاء جولات افتراضية وتطبيقات سياحية تتيح للزوار استكشاف جرش بسهولة. وأخيرًا، يجب التركيز على الترويج لجرش كوجهة سياحية مستدامة تراعي البيئة والمجتمع المحلي، وهو ما ينسجم مع اهتمامات السياح الباحثين عن التجارب الأصيلة والمستدامة.
إدراج جرش ضمن قائمة التراث العالمي سيمثل قفزة نوعية للمدينة وللأردن ككل، كما هو الحال بالنسبة لمواقع اخرى عديدة في المملكة إذ سيسهم في الحفاظ على إرثها التاريخي والثقافي ونقله إلى الأجيال القادمة، مع تعزيز مكانتها كواحدة من أبرز الوجهات الثقافية في العالم.
كنوز الأردن التي ينظر لها العالم باهتمام بالغ تشكل اليوم تحدياً حقيقياً للجهات الرسمية والشعبية معاً وهي التي صنعت المعجزة بجعل البتراء احدى عجائب الدنيا الجديدة منذ سنوات للارتقاء بمواقعنا الأثرية لترتكز على خارطة السياحة العالمية باقتدار .