الرئيس التنفيذي للذكاء الاصطناعي في الحكومة: أهم وأخطر وظائف عام 2025

نبض البلد -
الرئيس التنفيذي للذكاء الاصطناعي في الحكومة: أهم وأخطر وظائف عام 2025
صالح سليم الحموري
خبير التدريب والتطوير
كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية
 
مع التطور السريع للتكنولوجيا ودخولنا عصر التحول الرقمي العميق، يبرز دور "الرئيس التنفيذي للذكاء الاصطناعي" كواحد من أهم الوظائف في الحكومات الحديثة. بحلول عام 2025، سيصبح هذا المنصب حجر الزاوية في تشكيل مستقبل حكومي قائم على الابتكار والتميز الرقمي، حيث يتجاوز دوره الإشراف الفني ليشمل قيادة التحولات الاستراتيجية وضمان سيادة الدولة على تطبيقات الذكاء الاصطناعي وإدارة البيانات، مع تحقيق الاستخدام الآمن والأخلاقي لهذه التقنيات.
الرئيس التنفيذي للذكاء الاصطناعي ليس مجرد مسؤول تنفيذي، بل هو عنصر محوري في جاهزية الحكومات لتبني المستقبل الرقمي. وجوده على طاولة صنع القرار يُعد ضرورة استراتيجية لرسم سياسات وطنية استباقية ومبتكرة قادرة على مواجهة التغيرات المتسارعة. يقول سندار بيتشاي، الرئيس التنفيذي لشركة جوجل "الذكاء الاصطناعي هو الثورة الجديدة التي ستعيد تعريف كل شيء، تمامًا كما فعلت الكهرباء قبل قرن."
هذا التصريح يُبرز دور الذكاء الاصطناعي كقوة تحويلية تمتد إلى جميع قطاعات الحياة. وفي الحكومات، أصبح وجود قائد متخصص ضرورة لتوجيه الاستراتيجيات نحو مستقبل أكثر ذكاءً واستدامة.
لذلك يتطلب هذا الدور حضورًا فعالًا في أعلى المستويات الحكومية، حيث يضمن إدماج الذكاء الاصطناعي كعنصر جوهري في السياسات الوطنية. هذا الإسهام يعزز من رشاقة ومرونة المؤسسات الحكومية ويضمن تكامل الجهود لتحقيق الأهداف الاستراتيجية. كما قال إريك شميت، الرئيس التنفيذي السابق لجوجل "الذكاء الاصطناعي ليس مجرد أداة تقنية، بل هو العمود الفقري لاستراتيجيات النجاح في المستقبل."
لتحقيق هذا الدور بفعالية، يجب أن يتحلى الرئيس التنفيذي للذكاء الاصطناعي بمهارات قيادية تجمع بين الرؤية الاستباقية، والرشاقة، والشغف بالابتكار، فمن خلال هذه المهارات، يمكن لهذا القائد تحويل المؤسسات الحكومية إلى كيانات ذكية قادرة على مواكبة التطورات. يقول جيف بيزوس، مؤسس أمازون "القدرة على الابتكار هي أهم أدوات النجاح في عصرنا الرقمي."
تُعد دولة الإمارات العربية المتحدة مثالًا رائدًا في هذا المجال، حيث كانت من أوائل الدول التي استحدثت منصب الرئيس التنفيذي للذكاء الاصطناعي (وزير الذكاء الاصطناعي)، وفي دبي وأبوظبي دبي تم تسمية الرئيس التنفيذي للذكاء الاصطناعي في جميع المؤسسات الحكومية، وقد أُوكلت إلى هؤلاء القادة مهام استراتيجية، مثل وضع سياسات وطنية شاملة، تعزيز الحوكمة، وبناء وعي مجتمعي يدعم التحول الرقمي. هذه المبادرات جعلت الإمارات في طليعة الدول المستفيدة من هذه التقنية الثورية.
الأردن لديه فرصة فريدة للاستفادة من هذا النموذج. من خلال الاستثمار في القدرات الوطنية وتبني منهجيات مرنة، يمكن للأردن بناء منظومة حكومية ذكية قادرة على مواجهة تحديات المستقبل وقيادة التحول الرقمي في المنطقة. يقول إيلون ماسك، مؤسس تسلا:
"الذكاء الاصطناعي لديه القدرة على أن يكون أكثر تأثيرًا من الثورة الصناعية بأكملها."
التحدي الأكبر الذي يواجه الدول ليس في وضع الخطط، بل في القدرة على تنفيذها بفعالية، لذلك تحتاج الحكومات إلى قادة يمتلكون الشغف والإرادة لتحويل الأفكار إلى واقع ملموس. كما قال ستيف جوبز:
"الأشخاص الذين يتمتعون بالشغف لتغيير العالم هم الذين ينجحون في تغييره بالفعل."
وفي سياق الحديث عن القيادات الملهمة في مجال الذكاء الاصطناعي، يبرز اسم الأردني الدكتور عمر حتامله، الذي يشغل منصب رئيس الهيئة التنفيذية للذكاء الاصطناعي في وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا)، وجود شخصية عربية في مثل هذا المنصب العالمي يُظهر الإمكانيات الهائلة التي يمكن أن تحققها الدول العربية إذا ما أولت اهتمامًا أكبر لتطوير الكفاءات الوطنية في هذا المجال.
إن تبني مثل هذه الكفاءات وتعزيز دورها على المستويين الوطني والدولي يُعد خطوة حاسمة نحو صياغة مستقبل أكثر ذكاءً واستدامة للجميع، مستقبل الحكومات الذكية يبدأ اليوم، والرئيس التنفيذي للذكاء الاصطناعي هو المفتاح الذي يفتح أبواب هذا المستقبل.