نبض البلد -
محمد شاهين - آلاف تيسير
تصوير :رجائي البلبيسي
فاز النائب أحمد الصفدي برئاسة مجلس النواب العشرين في دورته العادية الأولى، في جلسة تاريخية عقدت مساء الاثنين، حيث حصل على 98 صوتًا مقابل 37 للنائب صالح العرموطي.
الجلسة التي ترأسها النائب مجحم الصقور بحضور رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان وعدد من الوزراء، شهدت أجواء من التنافس الديمقراطي والتأكيد على مصلحة الوطن العليا.
وفي أول خطاب له بعد فوزه برئاسة المجلس، أكد الصفدي أن المجلس لن يكون ساحة للمعارضة التي تضر بمصلحة الدولة. وقال: "نحن هنا لخدمة الأردن، ولا أجندة لنا سوى مصلحة الوطن، ولا ولاء لنا إلا للملك عبد الله الثاني، القائد الذي يقف شامخًا في وجه التحديات العالمية ويقودنا بثبات نحو المستقبل."
وتابع: "تحت قبة البرلمان لن نسمح لأي جهة كانت بالتشكيك بمنجزات وطننا. فهدفنا هو البناء وليس الهدم، وهدفنا الأسمى هو رفعة الأردن وحماية مصالحه، في ظل قيادة الملك عبد الله الثاني، الذي يعكس تاريخ آل البيت الأطهار في الدفاع عن الحق والعدالة."
فلسطين في القلب
وأشاد الصفدي بموقف الأردن الثابت تجاه القضية الفلسطينية، مؤكدًا أن هذه القضية ستظل "في قلب كل أردني"، وأن المملكة تحت قيادة الملك، كانت وما زالت في طليعة المدافعين عن حقوق الشعب الفلسطيني. وقال: "الأردن لم يتخلَ عن فلسطين يوما، قدم الغالي والنفيس دفاعًا عن القدس وفلسطين، وكانت ولا تزال القضية الفلسطينية جزءًا من هويتنا الوطنية، ولن نتخلى عنها مهما كانت الظروف."
وأشار إلى الدور الأردني الريادي في دعم غزة وشعبها، قائلًا: "لقد كسر الأردن الحصار عن غزة، وقدم كل أشكال الدعم السياسي والإنساني في وقت كانت فيه فلسطين بأمس الحاجة إلى الوقوف بجانبها."
دعم الإصلاح الوطني
وفي إطار الحديث عن الإصلاح السياسي، أكد الصفدي أن مجلس النواب العشرين سيواصل دوره الفاعل في تحقيق التحديث السياسي الذي بدأه الأردن. وقال: "اليوم نحن أمام مجلس نيابي تم انتخابه وفق مخرجات منظومة التحديث السياسي، مما يتيح لنا العمل بشكل أكثر كفاءة، سواء في التشريع أو في الرقابة."
وأضاف: "نحن لن نكون تابعين لأي أجندات حزبية أو خارجية، بل سنعمل جميعًا بروح التعاون لخدمة مصلحة وطننا وأبناء شعبنا. والمجلس مجلس الجميع، لا يؤمن بالإقصاء، بل يشجع على العمل الجماعي الذي يعزز من مكانة الأردن على الساحة الإقليمية والدولية."
منافسة ديمقراطية
وفي خطوة تبرز نضج العملية الديمقراطية في المملكة، أشاد الصفدي بالمنافسة الانتخابية التي شهدتها الجلسة، معتبرًا إياها نموذجًا يحتذى به في العمل السياسي. وقال: "تمكنا من ترسيخ مبدأ الديمقراطية التشاركية التي تعزز من روح الزمالة بين الأعضاء، وتفتح المجال للعمل المشترك لخدمة الوطن."
وأضاف أن المجلس سيبقى "سيد نفسه"، مشيرًا إلى أن الأهداف الوطنية هي القاسم المشترك بين الجميع، مهما اختلفت الأدوار. وقال: "نعمل من أجل الأردن، ملكًا وشعبًا وأرضًا، وهذا هو الثابت الذي لا يمكن المساس به."
التعاون مع الحكومة
كما دعا الصفدي إلى التعاون المستمر بين المجلس والحكومة لتحقيق أهداف الوطن، مع التأكيد على أن "مضامين خطاب العرش السامي" ستكون دليلاً للعمل البرلماني في الدورة الحالية. وقال: "إذا تقدمت الحكومة بخطوة نحو التعاون، سنكون مستعدين لتقديم خطوتين في الاتجاه ذاته، فالهدف واحد: رفعة الوطن وتحسين معيشة المواطن."
ركيزة للتشريع والرقابة
وفيما يخص أعمال المجلس المستقبلية، شدد على أهمية اللجان البرلمانية باعتبارها "مطبخ التشريع" و"بيت الخبرة" الذي سيعمل على تحسين القوانين الحالية وتقديم حلول عملية لمشاكل المواطنين. وقال: "سنعمل على اختيار الأكفاء في اللجان لتحقيق أفضل أداء تشريعي ورقابي."
مشددا أن المجلس سيكون مفتوحًا للجميع، وسيسعى دائمًا لأخذ آرائهم ومقترحاتهم بعين الاعتبار. وقال: "سنكون صوتًا للشعب، ونحترم حقوق الجميع في المشاركة الفاعلة في اتخاذ القرارات التي تخصهم."
شكر للحكومة والعرموطي
وخلال كلمته، وجه الصفدي الشكر إلى حكومة الدكتور جعفر حسان على ثقة جلالة الملك التي نالتها، مؤكدًا أن المجلس سيكون داعمًا لكل خطوة حكومية تصب في مصلحة الوطن والمواطن. كما قدم الشكر للنائب صالح العرموطي على مشاركته في انتخابات رئاسة المجلس، معربًا عن تقديره لمستوى التنافس الديمقراطي الذي شهدته الجلسة.
وأضاف: "نحن جميعًا هنا للعمل بروح واحدة، وهدفنا هو مصلحة الوطن. فإن اختلفنا في الأدوار، نتحد جميعًا في حبنا للأردن وولائنا لقيادتنا الهاشمية."
خارطة طريق للمستقبل
من جهته، أكد النائب مجحم الصقور، الذي ترأس الجلسة الأولى للمجلس، أن خطاب جلالة الملك في افتتاح الدورة العادية الأولى سيكون "خارطة الطريق" للعمل الوطني خلال المرحلة المقبلة. وأشار إلى أن الحكومة والمجلس سيتعاونان لتحقيق أهداف الشعب في الإصلاح والتقدم.
وأضاف: "نقف جميعًا خلف قيادة جلالة الملك في مواقفه الثابتة تجاه القضية الفلسطينية، وسنواصل دعم جهودنا لإيجاد حل عادل يضمن حقوق الشعب الفلسطيني."
وفي نهاية الجلسة، وجه الصقور التحية للقوات المسلحة، مؤكداً أن "الجيش العربي كان ولا يزال في مقدمة المدافعين عن حقوق الشعب الفلسطيني، سواء على الأرض أو في المجال الإنساني."
الدورة العادية الأولى
وفي سياق متصل، تلا أمين عام مجلس النواب، عواد الغويري، نص الإرادات الملكية السامية التي تضمنت تأجيل اجتماع مجلس الأمة العشرين إلى 18 نوفمبر 2024، في خطوة تؤكد التزام القيادة السياسية بتفعيل دور البرلمان في خدمة قضايا الوطن والمواطن.
وكانت الدورة العادية الأولى قد انطلقت بحضور واسع، حيث تبادل النواب العهود والالتزامات لتحقيق المصلحة الوطنية وتطوير العمل البرلماني بما يتوافق مع متطلبات المرحلة السياسية الراهنة.