نبض البلد - تواجه شركة نيسان اليابانية أزمة غير مسبوقة دفعتها إلى إعلان "حالة الطوارئ"، حيث صرّح الرئيس التنفيذي للشركة ماكوتو أوشيدا أن الشركة تتخذ خطوات جذرية للتغلب على التحديات المالية الحالية. تشمل هذه الإجراءات تقليص عدد الموظفين عالميًا، حيث تعتزم نيسان خفض 9,000 وظيفة، وتقليل القدرة الإنتاجية بنسبة تصل إلى 20٪.
أوشيدا أقر بأن الشركة كانت تسعى لتحقيق توقعات مبيعات غير واقعية وقال: "أشعر بمسؤولية كبيرة تجاه مستقبل نيسان وموظفيها وعائلاتهم"، مؤكدًا أن الوقت قد حان لتغيير النهج الذي اتبعته الشركة في السنوات الأخيرة".
ومن بين الخطوات الجذرية التي أعلنتها الشركة، تقليص حصتها في شركة ميتسوبيشي من خلال بيع جزء كبير منها، مما يعني انخفاض ملكيتها من 34.07٪. هذه الخطوة قد تُفسّر كإشارة إلى احتمال انفصال تدريجي عن التحالف الشهير بين رينو ونيسان وميتسوبيشي، بهدف تحسين استقلالية نيسان في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.
كما قامت نيسان بتعديل توقعات مبيعاتها السنوية لعام 2024، حيث خفضت تقديراتها من 3.7 مليون إلى 3.4 مليون سيارة، معلنة تسجيل خسائر صافية بقيمة 9.3 مليار ين (ما يعادل 61 مليون دولار) في الربع الثالث من العام، وذلك مقارنة بأرباح بلغت 191 مليار في نفس الفترة من العام الماضي، مما يعكس مدى التحديات التي تواجهها الشركة.
وكانت الشركة تخطط لإطلاق أو تحديث 30 طرازا من السيارات، إلا أن الأزمة المالية قد تؤدي إلى تأخير بعض هذه الطرازات.
أوشيدا أقرّ أيضاً بتأخر الشركة في قطاع السيارات الهجينة خاصة في السوق الأمريكية، مما دفع الفريق لتطوير تقنيات هجينة جديدة مع تقليص مدة التطوير إلى 30 شهرًا.
ولإظهار الالتزام بالتحول الجذري، أعلن أوشيدا عن تخفيض راتبه الشهري إلى النصف، كما تقرر تقليص رواتب عدد من كبار المسؤولين التنفيذيين في الشركة، ما يعكس مدى جدية الشركة في مواجهة الأزمة، والتزام الإدارة بتقديم تضحيات لضمان مستقبل مستدام لنيسان.
وفي ختام تصريحاته، أكد أوشيدا: "لا خيار أمامنا سوى مراجعة الخطة، وأنا ملتزم بقيادة نيسان نحو مستقبل أفضل"، ليعكس بذلك إرادة حقيقية في مواجهة التحديات وتحقيق تحول إيجابي للشركة. "وكالات"