نبض البلد - ابو دية: التجارة الالكترونية أثرت كثيرا على "التقليدية" واوضاع التجار صعبة
الانباط – محمد رصرص
مع دخول فصل الشتاء ، يواجه تجار الملابس العديد من التحديات الناجمة عن تقلبات السوق وانخفاض القدرة الشرائية للمواطنين ، وذلك في ظل الازمات الاقتصادية التي تفرض واقعًا صعبًا ، حيث يسعى هؤلاء التجار الى توفير مستلزمات الشتاء بأسعار تتناسب مع الزبائن ، لكن في المقابل يعانون من ارتفاع التكاليف واسعار البضائع وعمليات الشحن .
وقد اشار احد تجار الملابس إلى ان السوق بشكل عام في حالة ركود كبيرة في الأسواق مع بداية فصل الشتاء، حيث شهدت حركة المبيعات تراجعًا ملحوظًا مقارنة بالسنوات الماضية بسبب حرب غزة .
واضاف تاجر اخر ان المواطنين أصبحوا يركزون بشكل اساسي على تأمين احتياجاتهم الضرورية، بينما بات شراء الملابس من الكماليات التي لا يمكن تحمّلها مع الأوضاع الاقتصادية الصعبة ، لافتا إلى أن تكاليف الاستيراد والشحن المرتفعة انعكست على أسعار الملابس، وبدوره قلل من الإقبال عليها رغم تخفيض الأسعار في بعض الأحيان ، إذ يواجه القطاع تحديات كبيرة، معرباً عن قلقه من استمرار الركود وتأثيره على التجار الذين يكافحون لتحقيق أرباح تغطي نفقاتهم .
فيما قال تاجر اخر أن التجارة الإلكترونية أصبحت تشكل تحدياً كبيراً للاسواق التقليدية ، حيث أصبحت تستهوي شريحة واسعة من الزبائن، خاصة الشباب الذين يفضلون الشراء عبر الإنترنت بفضل العروض المتنوعة والأسعار المنافسة ، موكدًا ان معظم الناس اصبحوا يتجهون نحو التسوق الإلكتروني ؛ لأنه يوفر لهم خيارات متعددة ويسهم في توفير الوقت والجهد، وهذا بدوره انعكس بشكل مباشر على مبيعات المتاجر التقليدية.
وتابع أن المتاجر تواجه صعوبة في المنافسة مع الأسعار المنخفضة والعروض المستمرة التي تقدمها المنصات الإلكترونية، مما أدى إلى تراجع الإقبال على المحلات وتقليص فرص البيع في السوق المحلي ، مشيرا إلى أن استمرار هذا التحول نحو التسوق الإلكتروني قد يعرض العديد من التجار لخسائر كبيرة ويهدد استمرارية عملهم .
وبدوره صرح نقيب تجار الالبسة والاقمشة سلطان علان، في حديث خاص لـ "الأنباط" إن التجارة الالكترونية وتطبيقات الشراء المنتشرة لها اثر كبير على التجارة التقليدية بسبب توجه ثقافة الناس إلى الشراء عبر الانترنت وذلك لسهولتها وانخفاض اسعارها ومنافستها للأسعار المحلية، مشيرًا الى ان ثقافة الشراء عبر الانترنت يُهيمن عليها فئة الشباب، حيث ان توجه الشراء الالكتروني ليس محليًا فقط بل و عالميًا، اذّ بلغ حجم التجارة الالكترونية مئات مليارات الدولارات سنويًا.
واوضح علان أن التجارة المحلية التقليدية تأثرت بشكل كبير جراء المنافسة الالكترونية من خلال مختلف التطبيقات التجارية التي تسوق للبضائع من خارج الأردن، ونتيجة اعفاءها لفترة من الضرائب والرسوم منحها ميزات عدة منها خفض الاسعار والسرعة وميزة المنافسة والوصول إلى المستهلك بصورة سريعة خاصة بفترة كورونا، مُبينًا انه مع نهاية العام قد يصل حجم التجارة الالكترونية غلى نصف مليار دينار ، وهذا اخذ من السوق المحلي ونصيب التجار .
واشار إلى أن استمرار تحديات الركود وتزايد الإقبال على الأسواق الإلكترونية، يجد تجار الملابس أنفسهم أمام واقع اقتصادي صعب يتطلب منهم البحث عن حلول مبتكرة لمواكبة التحولات في سلوك المستهلكين ، لافتا إلى أنه ورغم المصاعب يبقى الأمل قائماً بأن تتحسن الأوضاع الاقتصادية وتعود الحركة التجارية إلى الانتعاش .