الحوارات : خطاب الملك يرسم مسارا لإنقاذ فلسطين

نبض البلد -
قال المحلل السياسي الدكتور منذر الحوارات إن الخطاب الملكي يعكس بجلاء ثبات السياسة الأردنية وموقفها الراسخ تجاه القضية الفلسطينية وتداعيات الصراع في المنطقة؛ إذ طرح جلالته بصورة واضحة لا لبس فيها الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة ضد الشعب الفلسطيني ومقدساته، مسلطًا الضوء على آثار هذه السياسات وتبعاتها العميقة على استقرار المنطقة بأسرها، ومحملًا المجتمع الدولي مسؤولية الفشل في اتخاذ خطوات حقيقية لوقف هذا التصعيد. وأوضح الحوارات أن جلالة الملك أكد تجاوز إسرائيل جميع الحدود في اعتداءاتها المتكررة، سواء عبر حملتها العسكرية في غزة، أو التصعيد المتواصل في الضفة الغربية، أو استهدافها للأماكن المقدسة، وصولًا إلى حربها الأخيرة على لبنان، ما يعكس رؤية استراتيجية متكاملة تربط بين الأزمات الإقليمية المتداخلة، وتوضح أن التصعيد الإسرائيلي لا يُعتبر مجرد حالة منفردة، بل يمثل خطرًا شاملًا يستهدف زعزعة الأمن الإقليمي.

وبيّن الحوارات أن جلالته وجّه دعوة صريحة إلى المجتمع الدولي لاتخاذ موقف حازم وجدي، محذرًا من أن استمرار الصمت أو التراخي يغذي نزعة إسرائيل نحو مزيد من الاعتداءات، مع ما استند إليه خطاب جلالته إلى أساس أخلاقي وسياسي، يعكس تعاطفًا عميقًا مع معاناة المدنيين الأبرياء وضرورة إنهاء الكارثة الإنسانية المستمرة في غزة، مع ما شدد عليه بأن الحل الأمثل لتجنب وقوع المنطقة في أتون صراع شامل يبدأ بوقف الحرب فورًا، مع تركيز كبير على حماية أرواح المدنيين ووقف نزيف الدمار. وذكر أن جلالة الملك دعا إلى رفع الحصار الخانق عن قطاع غزة، في خطوة تهدف إلى التخفيف من حدة الأزمة الإنسانية، مؤكدًا أهمية إيصال المساعدات الإنسانية بشكل عاجل لسكان القطاع، مع ما تطرق إليه إلى الهجمات التي تستهدف المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس. وذكر الحوارات أن الخطاب حمل رسالة قوية وصريحة تطالب الدول ذات التأثير بالانتقال من مرحلة الشجب والاستنكار إلى العمل الفعلي واتخاذ إجراءات ملموسة على أرض الواقع.

واستطرد قائلًا إن الخطاب أبرز حالة من الإحباط من "الفشل العالمي” في مواجهة العدوان الإسرائيلي، في ربطٍ ذكي بين القضية الفلسطينية وسياق الأزمات الإقليمية المتشابكة؛ إذ سلط الضوء على الربط بين التصعيد الإسرائيلي والحرب على لبنان، في إشارة إلى مخاوف من تحول المنطقة إلى ساحة حرب إقليمية مفتوحة. وأشار جلالته إلى سعي الأردن لتعزيز دوره كصوت عاقل ومؤثر في الدفاع عن القضية الفلسطينية، خصوصًا في ظل تصاعد التحديات الإقليمية، كما أظهر الخطاب شعورًا بالاستياء من غياب دور فعّال للمجتمع الدولي، ولكنه عكس إرادة سياسية أردنية قوية لتعميق التعاون مع الدول العربية والإسلامية للوصول إلى موقف موحد، . ونوّه الحوارات إلى أن خطاب جلالة الملك عبد الله الثاني أمام القمة العربية الإسلامية يأتي في لحظة حاسمة، ليعيد تأكيد ثوابت السياسة الأردنية تجاه القضية الفلسطينية، مع ما قدمه من رؤية استراتيجية متماسكة تربط بين وقف العدوان، وحماية المدنيين، وتجنب وقوع المنطقة في حرب شاملة، مع توجيه رسالة حازمة للمجتمع الدولي بضرورة الانتقال إلى مرحلة الفعل الحقيقي والمبادرات الفاعلة