عبدالله محمد القاق يكتب:العرس الديمقراطي ومسؤولية المواطن

نبض البلد -

العرس الديمقراطي ومسؤولية المواطن

عبدالله محمد القاق

العرس الديمقراطي الوطني الذي مارسناه في العاشر من الشهر الجاري والذي دعا الملك عبدالله الثاني الى المشاركة الشعبية الكاملة، هوحق دستوري لكل مواطن ومواطنة في هذه الظروف الحرجة لاختيار مجلس نواب يمثل الاردن تمثيلا حقيقيا ويحقق الطموحات والاهداف التي يرجوها كل مواطن.

وهذه الخطوات الكبيرة والمتقدمة التي يخطوها الاردن تمثل منهج الشورى الذي يرتكز على مبادىء الشريعة الاسلامية والمنبثق من الواقع والتقاليد تحقيقا لوعد الملك في لقاءاته المتعددة بتطوير هذه التجربة تطويرا فاعلا لتحقيق المجتمع وقدراته الحقيقية للمشاركة في الرأي ليؤدي الى الافادة من خبرات اهل العلم وذوي الاختصاص ويسهم في تنفيذ الاستراتيجية التنموية الشاملة وخدمة الصالح العام على نحو يكفل بناء الحاضر وصياغة المستقبل ومراجعة معظم القوانين المؤقتة او المستجدة وفق الصلاحيات المنوطة به والتي تعدها الوزارات والجهات المختصة قبل ان تصبح نافذة المفعول.

ان المرحلة الحالية تتطلب من المواطنين المشاركةالجادة في هذه الانتخابات التي جرت بالاردن امس وبكل نزاهة وحرية انطلاقا من العمل الدؤوب لتعزيز الديمقراطية والتعددية السياسية والذي يتطلب من المواطنين العمل الجاد.. لمواجهة كل التحديات في هذه الفترة الحاسمة والتصدي لها في مختلف المجالات بغية تحقيق ما نرنو اليه من توسيع مظلة الضمان الاجتماعي والتأمين الصحي والحد من البطالة والقضاء على الفقر وسيادة مبدأ تكافؤ الفرص والحد من ارتفاع الاسعار ووضع سياسة ضريبية متوازنة حتى لا يتم ارهاق المواطنين فضلا عن ايجاد قاعدة عريضة لخدمة الوطن والمواطنين.

فالواجب يدعونا جميعا الى تضافر الجهود من اجل الادلاء بأصواتنا في صناديق الاقتراع وعدم التردد في اداء هذه المهمة الوطنية الحساسة لاختيار الاكفياء من الرجال والنساء القادرين والقادرات على القيام بدورهم لخدمة هذا الوطن لان النائب هو ممثل الامة جمعاء..وليس نائب خدمات كما يدعي البعض وعلينا محاربة شراء الاصوات لانها تمثل سلبا الصورة الحقيقية التي نرنو اليها لا لاردن المستقبل اردن الخير والعطاء.

ولعل اللقاءات العديدة التي قام بها الملك عبدالله في مختلف المحافظات ودعوته الى تعزيز مسيرتنا الديمقراطية من خلال تنمية الحياة السياسية والحزبية وتفعيل دور مؤسسات المجتمع المدني التي تشكل محورا رئيسيا من محاور النهضة والتنمية وكذلك لقاءات واتصالات المهندس الدكتور بشر الخصانة رئيس الوزراء والسيد واليد الفراية وزير الداخلية والبرامج الصحافية للسيد مهند المبيضين بدعوته الى المشاركة بالانتخابات وحثه على اظهار هذا اليوم بالمظهر اللائق للاردن انما يمثل ذلك مدى الانتماء والمواطنة الحقيقية للاردن الذي محضه الملك عبدالله كل جهده ووقته من اجل رفعة شأنه وتجسيد الديمقراطية واختيار الافضل والاكفأ والاقدر على استيعاب الرؤية الوطنية لتحقيق الاهداف الشاملة والمنشودة للاردن باعتبار ان هذه هي مسؤولية كبيرة وانها تتطلب من المواطنين العمل على انجاحها لان مصلحة الوطن فوق كل اعتبار سواء اكانت شخصية ام حزبية او جهوية.

فهذه الانتخابات كما اعلن المسؤولون ستتسم بالشفافية والنزاهة التامة وستشرف عليها الحكومة والتي كما قال رئيس الوزراء ستتقيل بعد اجرائها حتى يتم اختيار رئيس وزراء جديد لهذه المهمة والمسؤولية الجسيمة في ضوء المتغيرات السياسية الناجمة عن اختيار النواب الجدد.

اننا نعتقد بان التخلف عن اداء الصوت وعدم تحمل المسؤولية في هذا اليوم من شأنه ان يكون بمثابة عمل سلبي من المواطن تجاه بلده ومجتمعه خاصة انه من عناصر قوة الاردن مشاركة ابنائه في اختيار الخيرة الخيرة كما كان يقول الراحل الكبير الملك الحسين طيب الله ثراه الخيرة من شعبنا لبناء المستقبل وتميزه ليكون النموذج الافضل في الانفتاح السياسي والاقتصادي وتبني مفهوم التنمية السياسية وتفعيل الاحزاب وصون الحريات العامة والانفتاح على العالم والافادة من تجارب الاخرين ومعطيات هذا العصر العملية والتكنولوجية والثقافية والذي ما انفك الملك عبدالله عبر جهوده الكبيرةللمطالبة والدعوة بتحقيقها لتنعكس اثارها الايجابية على حياة الناس وتوفر الحياة الكريمة للمواطنين جميعا.

الامل كبير في ان يراعي المواطنون هذه المسؤولية الوطنية وان يكون قد تم انتخاب المؤهلين من ذوي العلم والمعرفة والوعي والحصافة والانتماء الوطني لهذا البلد حتى نستطيع ايجاد مجلس برلماني قادرعلى مواجهة التحديات لان لا تكون اخطاؤه كما كانت سابقا وثغراته عديدة جراء عدم القيام بأداء المسؤولية تجاه الوطن والمواطنين.

وعلينا ايضا ان نحذر من الشائعات حول شراء الاصوات لانها تعني شراء الضمائر او الوعود البراقة والمطالب العديدة التي تحتاج الى ميزانيات دولة كاملة لتحقيقها وان يكون شعارنا بعيدا عن القرارات العاطفية وان نحكم ضميرنا في هذه الانتخابات التي ستسودها النزاهة والتنافس الشريف والتي ستشارك فيها كل الفعاليات السياسية والحزبية في الاردن انطلاقا من الرغبة في بناء الاردن بناء عصريا ونموذجيا. ولنا كل الثقة ان تتحرك الحكومة من اجل مشاركة اخواننا المغتربين في الانتخابات لان حرمانهم منالحق الدستوري من شانه ان يلغي فرص الادلاء باصواتهم بعد ان سمح الاردن للقوائم الحزبية بالمشاركة ورفع الكوتا للمراة بنسبة 18 بالمائة بدلا من 15 بالمائة كما كانت بالاعوام الماضية!

فهنيئا للاردن بهذ العرس الديمقراطي الذي شاركت فيه قوائم حزبية للمرة الاولى وهذا يحتم وجود تغيير حقيقي وتنوع في كل المحافظات والعمل لتطوير وتجديد الحياة اديمقراطية!

abdullaalqaq@hotmail.com