"لولاميسين" مضاد حيوي قادم يستهدف الميكروبات الضارة فقط

نبض البلد -
غيداء الخالدي

قال رئيس المركز الوطني لمكافحة الأوبئة والأمراض السارية الدكتور عادل البلبيسي ان مركب لولامايسين هو مضاد حيوي في المرحلة التجريبية يستهدف البكتيريا سالبة غرام دون تأثير كبير على ميكروبات الأمعاء،وقد تم اكتشافه من قبل فريق من جامعة إلينوي في إربانا-شامبين يقوده باول هيرغنروثر وتم الإبلاغ عنه لأول مرة عام 2024.

وبين البلبيسي انه في تجربة على فئران مصابة بعدوى بكتيرية أظهر اللولامايسين فعالية خاصةً ضد الإشريكيا القولونية والكليبسيلا الرئوية والأَمْعائِيَّةُ المَذْرَقِيَّة، اذا يعمل الولامايسين عن طريق التداخل مع نظام نقل البروتينات الدهنية للبكتيريا سالبة غرام.

و فسر البلبيسي ان البكتيريا تُصنف على أنها موجبة الغرام أو سالبة الغرام بناءً على تكوين غشاء الخلية ، إذ أن البكتيريا موجبة الغرام لا تحتوي على غشاء خارجي، في حين أن البكتيريا سالبة الغرام لها غشاءان - خارجي وداخلي - مما يجعلها أكثر مقاومة للمضادات الحيوية وبالتالي يصعب قتلها أو التخلص منها.
موضحا معظم المضادات الحيوية تقتل البكتيريا إيجابية الغرام فقط ،ولكن توجد مضادات حيوية تعمل على كلا الفئتين من البكتيريا، وتسمى المضادات الحيوية "واسعة الطيف"، ويوجد عدد قليل متاح من المضادات الحيوية الفعالة ضد البكتيريا سالبة الغرام، على الرغم من انتشار البكتيريا سالبة الغرام المقاومة للمضادات الحيوية المتعددة على نطاق واسع.
وأشار البلبيسي ان هذا المضاد لا يزال قيد الدراسة لذلك لا يمكن التنبؤ بأضراره الجانبية قبل المرور بالمراحل السريرية المعمول بها عالميا، وقد يشكل اكتشاف هذا المضاد مستقبلا واعدا لكن لا يزال من المبكر بعد الحكم عليه قبل اجتيازه مراحل إقراره كدواء من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية.
 
سوء استخدام المضادات الحيوية

وحذر البلبيسي من ان سوء استخدام المضادات الحيوية يؤدي الى الكثير المشاكل ، أهمها خلق جراثيم لا تتأثر بهذه المضادات الحيوية (مقاومة للمضادات) ، فلوحظ في السنوات الماضية ارتفاع معدلات مقاومة حالات العدوى البكتيرية الشائعة - بما فيها حالات عدوى المسالك البولية والإنتان وحالات العدوى المنقولة جنسياً وبعض أشكال الإسهال- للمضادات الحيوية كثيرة الاستعمال لعلاج حالات العدوى هذه في العالم بأسره، مما يشير إلى أنّ ما لدينا من مضادات حيوية فعالة آخذ في النفاد.

واستكمل البلبيسي حديثه للانباط ان التأثير السلبي لهذه المضادات انها تقتل البكتيريا المفيدة التي تعيش في الأمعاء، مما يؤثر بشكل سلبي على صحة الإنسان. يسبب الإفراط في استخدام المضادات الحيوية —خاصة عندما لا تكون هي العلاج الصحيح— زيادة مقاومة المضادات الحيوية.

ووفقًا لمراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها، فإن حوالي ثلث حالات استخدام البَشر للمضادات الحيوية ليس ضروريًا أو مناسبًا. تعالج المضادات الحيوية العَدوى الناتجة عن البكتيريا، ولكنها لا تعالج العدوى الناتجة عن الفيروسات (العَدوى الفيروسية). فعلى سبيل المثال، المضاد الحيوي هو العلاج الصحيح لالتهاب الحلق العقدي الذي تسببه البكتيريا، ولكنه ليس العلاج الصحيح لمعظم التهابات الحلق، والتي تسببها الفيروسات.

اللولامايسين في الاسواق ؟

وبين البلبيسي إن دخول الدواء للسوق الأردنية يتم عبر التشريعات الناظمة وبإشراف من المؤسسة العامة للغذاء والدواء وفق إجراءات دقيقة تتضمن معايير عالمية لاعتماد الدواء ،وبما أن اللولامايسين لا يزال في المراحل التجريبية فمن غير المتوقع أن يدخل السوق الأردني قريبا حيث أنه لا يزال غير معتمد في بلده الأصلي من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية ولا يزال أمامه العديد من الاختبارات لضمان مأمونيته على البشر وفعاليته سريريا.