نبض البلد - على هامش أحداث الحج !
تقوم حكومة السعودية بحشد كامل قدراتها في تنظيم الحج سنويًا، وهذا جزء من مكانة الدولة ودورها في العالم الإسلامي الذي هي حريصة على تعزيزه، وبرغم ذلك تقع سنويًا أحداث مفاجأة مؤلمة، كسقوط الرافعة وحريق الخيام وازدحام النفق...الخ، ولكن هذا ليس بسبب تقصير أو تعمّد من منظمي الحج بمقدار ما هو ذلك التزاحم اللحظي المؤقت بحكم توقيتات الشعائر في الحج، وعملت السعودية على إزالة أسباب التزاحم والأحداث تلك عبر السنوات كتراكم تجارب، وأنفقت مليارات على البنى التحتية والفوقية في مكة المكرمة، وهذا لا يمنع من فتح تحقيق وتحميل مسؤوليات للمتسبب والمقصر، ويبقى تزاحم ملايين الحجاج وحصرهم في بقعة محددة بتوقيت محدد هو السبب الموضوعي في الحوادث الواقعة عادةً.
الحج بالتهريب أو بالفيزا السياحية هو أمر مخالف للقانون ومضر بجهود تنظيم الحج، ولا يجوز الزج بالناس والاتجار بهم وبأحلامهم وعواطفهم الروحية تحت أي مبرر من جهة شركات السياحة.
الحاج غير النظامي هو من يتحمل مسؤولية دخوله للمشاعر بشكل غير قانوني، وإن الله ترك باب الحج للاستطاعة وليس للمهلكة.
نسأل الله لهم الرحمة وقبولهم على نية الحج.
الحجاج العائدون اليوم على المعابر الحدودية عبّروا عن شكرهم وسعادتهم بتجربة الحج وقدموا شكرهم لجهود تنظيمه، وهذا ينسجم مع عدة شهادات متواترة يسردها الحجاج كل عام.
الحديث عن "تدويل" إدارة الحج و (مكة والمدينة) هو كلام خطير وليس بريئًا البتة، وليس من حق أحد تجاوز سيادة الدول ووحدتها والشرعية الدولية، ولقد طرح ذلك سابقًا (القذافي) و (إيرانيون)، ويجب أن نتنبه بأن هذه الدعوة هي تمهيد لتدويل القدس لاحقًا وفتح الباب أمام تمييع قواعد وحدة الحقوق والسيادة لتجاوز الحق الأردني هناك.
الحج عبادة، ورحلة إيمانية، ولا ينبغي إخراجه عن ذلك الإطار، أما تسييس الحج وتضخيم الأحداث فهو خارج السياق الأخلاقي والموضوعي.
د. حسين البناء
أكاديمي وكاتب