نبض البلد - كريستين حنا نصر
إن الخطاب الملكي بمناسبة اليوبيل الفضي لتولي جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين حفظه الله سلطاته الدستورية ( يوم الوفاء والبيعة)، خطاب مملوء بالتواضع ممثلاً بقول جلالته انه خادم للوطن والشعب الكريم وجلالته واحداً منهم، ليشكلون معاً جسداً واحداً ( الحكم الهاشمي والشعب والوطن)، لتكتمل وبنجاح مسيرة بناء الاردن الحديث.
يبدأ جلالته الخطاب بتذكير الشعب الاردني بمسيرة المغفور له جلالة الملك الحسين بن طلال، الذي حرص على أهمية بأن يبقى الاردن عزيزاً قوياً بمؤسساته وبكامل ابناءه وبناته ، واليوم وعلى درب العهد والوفاء يتمسك جلالة الملك عبدالله الثاني بوصية والده الملك الراحل في بناء الاردن، راجياً أن يكون قد نال رضا والده ورضا الله باكمال مسيرة الحسين.
وقد اشتمل خطاب جلالته على تفاصيل ورسائل مهمة، يمكن فهمها بالنظر لعدة أمور، اولاً: مناسبة الخطاب الهاشمي وهي يوم الوفاء للمغفور له جلالة الملك الباني الحسين بن طلال والبيعة لجلالة الملك المعزز عبد الله الثاني حفظه الله، حيث يستمر نهج الاجداد والاباء من بني هاشم الأخيار في التنمية والتطور الوطني ورعاية المصالح والحقوق القومية والعدالة الانسانية، هذا النهج الذي يحمل أمانته اليوم جلالة الملك عبد الله الثاني ومن خلفه ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الامير الحسين بن عبد الله الثاني، ومن خلفهم وبكل اخلاص وولاء الشعب الأردني الذي أحب وما زال قيادته الهاشمية، وثانياً : ان المناخ السياسي الدولي للخطاب الملكي الذي يشهد تسارعاً وتطوراً واضحاً في ظهور الازمات والصراعات والتحديات، الأمر الذي يتطلب موقفاً اردنياً متزناً تجاهها يحافظ فيه على ثوابته ومواقفه التاريخية تجاه القضايا المركزية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وتاجها القدس، إذ يؤكد وباستمرار جلالة الملك عبد الله الثاني على ضرورة السلام العادل وحل الدولتين واقامة الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967م وعاصمتها القدس الشرقية.
جاء في الخطاب الملكي عناية خاصة وبنفس الوقت دقيقة للمجتمع الاردني، واقول المجتمع لأن هذا المفهوم ورد بصيغة جماعية تفيد وحدة الصف الاردني، فجلالته يرى المواطن الاردني جزء من مسيرة الحكم والسياسة ، اضافة للعناية بمكانة المرأة كشريك في مسيرة التنمية والعطاء الوطنية، فهي حاضرة في ذهن وتوجيهات وخطابات القيادة الهاشمية، من هنا جاء الاهتمام المبكر بها في الاصلاح السياسي والاقتصادي الوطني، وهذا الاهتمام الهاشمي بكل مكونات وفئات المجتمع انعكاس للامانة التي حملها جلالته بكل ضمير وصدق ورعاية مخلصة من والده الباني جلالة الملك الراحل الحسين بن طلال، كل ذلك ليحظى المواطن الاردني بمستوى معيشي كريم ورفعة اجتماعية نلمس اليوم اثارها في التطور بكافة القطاعات، خاصة في ظل ما يعانيه محيطنا الدولي من مشكلات وتحديات، استطاع الاردن بحكمة القيادة الهاشمية وتوجيهاتها ومتابعاتها تجاوزها وحماية الاردن من انعكاساتها.
ولأن الارث القيادي الهاشمي أمانة وعهد ووصية نفيسة يحرص ملوك وأمراء بني هاشم عليها، فقد اكد جلالة الملك حفظه الله أن غايته الأسمى، هي طلب رضا الله وراحة الضمير، ليكون الاردن في المستقبل الذي يريده جلالته مستقر سياسياً ومتمكناً اقتصادياً، مؤكداً جلالته بأن هذا الاردن الحديث المشرق سيحمل أمانة الحفاظ عليه ولي عهده الامين الأمير الحسين بن عبد الله الذي سيبقى على الميثاق والعهد في السير على نفس نهج الوفاء والاخلاص وحب الوطن، وهو سبيله وسبيل الاباء من قبله في بناء الوطن ورفع رايته وتعظيم منجزاته.
ونتطلع في اردننا العزيز أن تعمل الحكومات على تنفيذ التوجيهات الملكية السامية بالاصلاحات السياسية والاقتصادية والادارية، باعتبارها قادرة على نقلنا لمئوية جديدة مميزة عنوانها الاردن الحديث مجسداً كما قال جلالته، بوحدة الحكم والشعب والوطن، وكل عام وجلالة الملك وولي عهده الامين والاردن شعبه وجيشه الباسل وكافة الاجهزة الامنية بخير .