" الحسين ورجوته " أسعدتم قلوبنا بعرسكم..

نبض البلد -
– زينة البربور
رغم انتهاء مراسم العرس الهاشمي الكريم الا ان أصداءه ما زالت في قلوبنا وذاكرتنا وآذاننا وكل منا يسترجع تفاصيله برؤية ادق الصور دون ملل، بدءا من ذلك الموكب الأسطوري المنظم بشكل يجعلك تمعن النظر اليه مرارا وتكرارا فتحتار عيناك من أي لون وزاوية تنظر، موكب أعادنا بالذاكرة لمشهد تاريخي عريق يوم زواج جلالة الملك الحسين رحمه الله ونجله جلالة الملك عبدلله الثاني اطال الله في عمره.
أما عن تلك الطلة الملكية البسيطة بكل أجزائها التي ابهرتنا بها الاميرة رجوة بيومها الأبيض، فحقا يعجز لسانك عن الاسهاب بوصفها، طلة انستنا للحظات أننا نشاهد عرسا ملكيا، ومن دون اقصى جهد أستطاعت ان تجعلنا نلمس ملامح العرس الأردني ببساطته وتواضعه. 
وهل استذكرتم معي تفاصيل تلك البدلة العسكرية التي طل بها سمو الأمير الحسين المستوحاة من طراز البدلة التي ارتداها والده الملك عبد الله خلال زفافه من الملكة رانيا، لنعيش مرة أخرى الفرحة الأولى لجلالته.
وكيف ننسى ترحيب جلالتهما للضيوف باستقبال لا يختلف عن ما اعتدنا عليه في افراح بيوتنا، فتلك البسمات التي زينت تجاعيد وجوههم لم تغيب منذ بدء الاحتفالات الأولى، فحقا صدق جلالة الملك عبدلله والملكة رانيا حين اخبروا شعبهم ان عرس الحسين هو عرس ابنهم فكان ذلك واضحا بملامح السعادة التي بُعثت في كل زاوية داخل القصر، فلم يتردد جلالته عن الوجود بين ناسه من حين لآخر ولم نشعر بأي ملامح للرسمية مع ضيوفهم فالامراء يتجولون بينهم والفرح والغناء يرافقهم وشعر كل ضيف وكأنه بين اهله واحبائه.
وهل نستطيع نسيان طلة الاميرات ايمان وسلمى حفظم الله، طلة حملت من البساطة والجمال والتواضع ما يكفي لتزيين عرس اخيهم، فمشهد ترتيب فستان العروس من حين لآخر هو مشهد اعتدنا على رؤيته في كل عرس اردني فهذا واجب نابع من محبة وفرحة صادقة من الأخوات تجاه زوجة اخيهم، وهذا بالضبط ما لمسناه في عرس اخيهم الوسيم.
وكيف لنا الا نتعجب من جمال زفة الاستقبال في القصر العريق قصر الحسينية التي جمعت موكب موسيقي مفعم بالحيوية يضم الطبول والقربة والغناء والتصفيق، وهذا ما اعتدناه في الأردن وفي جميع أنحاء المنطقة، كما كان للقوات المسلحة الأردنية بصمتهم من خلال تقديهم الزفة العسكرية مروراً بقوس السيوف، حيث رمز اصطفاف عدد من ضباط وحدات وتشكيلات القوات المسلحة الأردنية باللباس "الدركي" بشكل متقابل، بحيث تُحمل السيوف بشكل قوسي لمرور العروسين من تحت قوس السيوف على حياة آمنة ومستقرة للعروسين.
وعن الاصالة التي لمسناها بالجمع بين التراث السعودي والأردني من خلال الاغنية التي استهلوا بها زفة العرسان كل من فنان العرب محمد عبدو وعمر العبدلات فقد تركت أثرا جميلا لتكون الاغنية حديث اكبر الصحف العالمية والعربية.

وأضاف التوأمان اللوزيين " حسام ووسام " بأغنيتهم الشعبية
 "يا بيرقنا العالي" أثناء تقطيع الكيكة بصمة مميزة للعرس المتواضع حيث نالت هذه الفقرة إعجاب الكثير خاصة أنها تمت تحت أنغام موسيقى وأغنية وطنية وتفاعل كل من هو في الحفل مع الأغنية، حيث صعد الملك عبدالله الثاني وزوجته الملكة رانيا إلى مكان إقامة فقرة تقطيع الكيكة، وبدأ بالتصفيق وتبادل ضحكات الرضا مع جميع الحضور.
وتركت فرق الرقص الفلكلورية بما قدمته من عروض متنوعة لفنانين وموسيقيين محلية تركت أثرا شعبية ممزوج بالتراث الأردني الاصيل.
وعن كم السعادة التي عجزت الفنانة نداء شرارة عن التعبير عنها عند احتضان جلالة الملكة رانيا لها فقد جعلتنا نعيش معها لحظات من الفرح ليكون لصوتها أثر في عرس سموه بغنائها ام كلثوم الف ليلة وليلة.
فكيف لنا الا نمعن النظر مرارا بعد رؤية هذه المراسم الملكية العفوية المحاطة بقدر لا يصدق من التواضع والألفة الذي جمع الأسرة الهاشمية الكريمة مع كافة طبقات الشعب الأردني فجعلتنا نعيش شعور العرس البسيط الذي يقام في بيوتنا دون ادنى اختلاف، فكما قالها شعبنا وللمرة الالف.. يستحق هذا العريس الوسيم ان يحظى بمكانة مرموقة في قلوبنا اجمعين، فأسمى آيات التهاني والمباركات نتمناها لكم سموك واميرتك رجوة، والف شكر لأسرتكم الهاشمية الجليلة ممثلة بجلالة الملك عبدلله الثاني وجلالة الملكة رانيا العبدلله على هذه البصمة الكريمة التي اعتدنا ان تحفر في قلوبنا منذ عهد اسلافكم