النخبة تتساءل: هل يجب ان يكون رأس الهرم في اي مؤسسة متخصص في مجال عملها؟

نبض البلد -
نبض البلد - مريم القاسم

تحدث اعضاء ملتقى النخبة-elite عما اذا كان من الضروري ان يكون رأس الهرم في المؤسسة متخصص في مجال عملها، مركزين على القدرة الادارية للشخص و المهارات الفنية ، متسائلين هل سيرفع هذا الأمر من سوية عملها ام يزيد تراجعها ؟ وهل سيعمل تعيين من هم خارج التخصص الفني على رأس هرم المؤسسة على تراجع المؤسسة وحرفها عن مسارها ومهنيتها؟
يرى الدكتور حسين البناء ان حجم المؤسسة وطبيعة عملياتها تؤثر في المؤهلات والتخصص المطلوب من المدير؛ فالمنظمة صغيرة الحجم تميل للطابع الفني أكثر من أي متطلب آخر، فيما تتطلب إدارة المؤسسات الكبيرة مؤهلات وقدرات أوسع في مجال الإدارة ووظائفها التقليدية كالتخطيط والتنظيم وغيرها.
وبين الدكتور عثمان محادين انه ليس بالضرورة أن يكون المدير القائد في مؤسسة ما من ذات التخصص ، مشيرا إلى ضرورة وجود اعتبارات عدة منها ، الاستراتيجية التي يتبعها المدير القائد ، حيث يعمد بعض القادة إلى القيادة التحويلية التي من خلالها يطلب من المدير المختص سواءا كان ادارياً او فنياً ابداء الرأي في مسألة معينة ، وأحياناً قد يلجأ إلى القيادة التبادلية من خلال توظيف القدرات الموجودة لدى المديرين المختصين ورؤساء الأقسام وبعض كبار الموظفين ذوي الخبرة وقد يستثمر القيادتين التحويلية التبادلية احيانا اخرى ، مؤكدا ان القيادة أشمل من الإدارة والقائد ملهم مبدع والمدير مختص في نوع محدد.
وذكرت الدكتورة هيام وهبة ان هذا الامر سلاح ذي حدين ، موضحة انه اذا كان مختصا فستكون لدية القدرة لمعرفة كل شيء ، وبالتالي سياسة التدخل منه في وكيفية انجاز العمل ، وقد يكون له ايجابيات بالحد من فساد مرؤوسيه ، وتقديم افكار لتطوير العمل .
وفيما يتعلق بالسلبيات بينت انه قد تتمثل بإعاقة العمل وتأخيره اذا ركز على التفاصيل، وكذلك التدخل في تنسيبات واراء المديرين و رؤساء الاقسام المتخصصة وبالتالي يقوم بتغيير القرار اذا لم يعجبه او يقوم بتقييد الصلاحيات.
واشار سعيد صالحي الى ان الأساس في الادارة العليا لأي مؤسسة هو تنفيذ الاستراتيجية العامة التي تنسجم مع الهدف العام من وجودها، وبالتالي لا يهم ان كان من يدير هذه المؤسسة على دراية بطبيعة نشاطها أم لا ، المهم أن يكون ملما بأصول العمل الاداري وكيفية إدارة دفة المؤسسة ، مضيفا ان الأهم من المدير وطبيعة معرفته هو وجود استراتيجية طويلة المدى، وخطط تنفيذية قابلة للتطبيق والقياس.
ولفت عبد الله حسنات الى ان القائد ليس بالصلاحيات وانما بالقيادة الحكيمة والمعرفة الواسعة وقوة الشخصية ، اما فيما يتعلق بالاختصاص فيرى انه من الافضل ان يكونوا الصف الثاني في القيادة وحسب نوع ومهمة المؤسسة ، مضيفا انه فيما يتعلق بالإدارة او القيادة العليا فهي تكون لرسم السياسات العامة وقيادة الموظفين ووضع الاستراتيجيات ، وليس شرطا ان يكون صاحب اختصاص.
و قال المهندس نواش حرب انه يجب ان يكون الشخص قادرا على قيادة مؤسسته واتخاذ القرار المناسب بعد وضع الصورة أمامه كاملة، موضحا انه قد يكون المهندس مديرا ناجحا اذا كان لديه الملكات الخاصة، مؤكدا ان كل ذلك يعتمد على مهارات الشخص وطريقة قيادته وقدرته على تحقيق أهداف المؤسسة .
وبين الدكتور مالك العمايرة ان الإدارة فن وليس لها قواعد ثابتة أو مستقرة، وهي مهام مربوطة بموارد، منها المال والوقت والمواد والطاقة البشرية، مشيرا الى ان النجاح في الإدارة يكمن بتنفيذ هذه المهام ضمن مواردها بما نسميه الخطة أو الاستراتيجية.
وأضاف ان ما يحتاجه رأس الهرم هو طريقة منفتحة في التفكير، وشخصية جامعة ومؤثرة، ونظرة خبيرة بالنفوس، وخلق عال ، ورغبة بالتغيير، أما ما دون ذلك من معارف فيكفيه حسن إدارته لفريقه الذي يجعله يوظف معارف أعضاء الفريق وخبراتهم لنجاح قيادته لمؤسسته، وعادة ما تنتقل خبرات الفريق له ومعارفهم الإدارية والتقنية مع الزمن وتصبح جزءا من معارفه وخبراته.
وقال الدكتور جمال الدبعي ان هناك مفهوما عميقا تجسده ادارات الدول بشكل عملي وهو المؤسسية، بمعنى ان كثيرا من المؤسسات تسير اعمالها بغض النظر عمن يتسلم قيادة ،او ادارة راس الهرم في المؤسسة ،فهناك بعد اداري هام وهو وجود مجموعة كبيرة من الأشخاص في الادارة من المتخصصين ، وفي حقيقية الامر هم من يسيرون العمل في المؤسسات ، وغالبا ما يطلق عليهم في بعض الدول مستشارون .