تناولت دور تركيا الاوردوغانية ذات النوايا غير الطيبة مع العرب… وموقفها امتداد للامم التي تشرفت اعتناق الاسلام، ورفضت بترفع شوفيني مفضوح ربطه مع مادته الاولى (العرب)، وتركيا وايران هما المثلان الناصعان في التاريخ لسوء الجيرة… ولكن (يا حليلهم، وحلاوة ليلهم) بالمقارنة مع (المكب الاوروبي) الذي اكرمنا بجيرة يهودية صهيونية تلمودية بتبعية مذلة لشقي الاستعمار الاوروبي بالتتابع (بريطانيا وفرنسا) ثم (سيدة العالم الحر كما يحلو لها ان تقدم نفسها امريكا) ولست ادري كيف لامة في تاريخ الحضارة تأذن لنفسها ان تتحدث بصلف واستعلاء عن حرية الاوكرانيين وتصف الغزو الروسي باشنع الذنوب وهي ذات الامة التي استهلت عصرها الامبراطوري، بمقولة ترومان الشهيرة (سنظل نسقط النووي على رؤوسهم حتى يستسلموا) دمروا حضارة اليابان وجعلوا من العراق وطن ما بين (النهرين) منذ (حمورابي) الى وطن بين (النارين) وسحقوا فيتنام وقسموا كوريا ودمروا كل العالم العربي فدوى لعيون (ثلاثة الى اربعة مليون يهودي) كانوا يتصعلكون في غيتوات اوروبا… وامريكا تتحرا وتتحدث عن الحرية وحقوق الانسان..
اليهودي الصهيوني في التاريخ واحاذر استعمال كلمة (اسرائيل) لان معنى الاسطورة في التسمية تتعارض مع عقيدتي الدينية والقومية.. اليهودي الصهيوني في التاريخ لم يمتلك وطنا على طول حياته وعرضها واقول بملء اليقين (لن يمتلك وطنا في حياته ابدا)
لكن… قبل ان اتحدث عن اليهودي في التاريخ احب ان اتناول العلاقة الشائكة بينهم (اليهود) وبيننا (امة العرب).
اليهود …
اهل الجدل وادعاء المعرفة في التاريخ !! فلون البقرة اخذت من حوارهم الروحاني والتوحيدي اكثر من معنى التوحيد نفسه وهم من باشروا حملة توجيه الاسئلة المفخخة للحبيب المصطفى المعصوم صلوات الله عليه وسلامه عبر حلفائهم من عرب مكة المكرمة كمثال فقط احراج الحبيب المصطفى عن (معنى الروح)…
ومع ذلك ظلت ضفتي المتوسط شمالها (الاندلس) وجنوبها كل الوطن العربي الحضن الدافئ لليهود ومنحوا اكبر مشاركة تحالفية في العهد الاندلسي.
وبدل ان يركزوا في جامعاتهم على هذا البعد التاريخي لبلورة شخصية يهودية مقبولة في عهد احتلالهم لفلسطين فينالون القبول راحوا يصنعون فرعا في الجامعة العبرية التي افتتحت عام ١٩٢٤، بمشاركة طاغية في الاحتفال من ممثلي المحفل الماسوني المصري الاعظم وحضور احمد لطفي السيد الاحتفال…
لقد باشروا قراءة (المورسيكوس) والمورسيكوس هم اولئك الغلابا من العرب المسلمين الذين فقدوا هويتهم في الاندلس تحت قمع وبطش فيرديناند وايزابيلا فانضوا اما تحت راية المسيحية الجديدة واما انهم باشروا الرقص في الجبال وصاروا (غجرا)
باشر اليهود بمكر ودعاء مبكرين الاعتناء بذلك النوع من التدريس ليدربوا ابناءهم كيف سيحيلون عرب فلسطين الى (مورسيكوس) جدد!!
وهؤلاء اليهود، هم انفسهم من اكرمهم اهلنا في المغرب العربي في عصر بني مرين ونصبوا يهوديا (ابن بطاس) رئيسا للوزراء على حواف عام ١٤٩٢ عقب هزيمة الطرد من الاندلس وكانت فلسفة بني مرين (لجبر خواطر ابناء العمومة المكسورين بذلة فيرديناند وايزابيلا)، ولقد فتحت فلسطين ابوابها لكل يهود الاندلس كشراء للأمة في النصر وفي الهزيمة في الاندلس وحصل ذلك عن طيب قلب ليس في العالم كله ما يضاهي الفلسطينيين بالتنوع والتعدد وقبول الاخر طبعا هذا الوضع قبل حركة حماس
الفلسطيني يصاهر الالمان والامريكان والانجليز والروس والطليان مثلما صاهر اليهود،
اصطحبني استاذي ومعلمي جمعة حماد رحمه الله الى منزل في حي نزال مطلع الثمانينيات لطعام عشاء اعد لمعاليه في بيت رفيق عمره وصديقه الدكتور (عبد الرحيم بدر) الذي كان لديه اهتمامات في علوم (الاسترولوجي) ويكتب في الرأي …
ولقد كان الدكتور بدر متزوجا من يهودية وابنته هي (ليانا بدر) زوجة المناضل ياسر عبد ربه والمرحوم صلاح خلف يذكر في كتابه فلسطيني بلا هوية ان جده كان قد تزوج من يهودية وكثير من عائلات قلقيلية كانوا على صلة مع يهوديات بالتزاوج بالمعنى الاجتماعي
الفلسطيني حين كان يمتلك وطنا قدم كل فرصة لمشاركة اليهود وبمنتهى الود …
ثم جاء المفكر اليهودي (ليوبنسكر) ملهم جابوتينسكي واطلق صرخته المدوية (حملنا فكرة الوطن على ظهورنا ثلاثة آلاف عام وآن الأوان أن نضع تلك الحقيبة لتصير وطنا)..
اجتمع الصحفي ثيودور هيرتزل، مع ضعف عثماني حد الهزال، ورغبة روتشايلد ان يخرج يهود اوديسا الفارين من المذبحة خارج بريطانيا كي لا تتأثر، سمعة آل روتشايلد الاربسطوقراطية ، مع صهيونية بلفور لصناعة كيان يهودي في فلسطين اليهود ارادوه دولة والانجليز قالوا وطن قومي والهاشميون كانوا ببرغماتية تفكيرهم يعرضون (حكما ذاتيا لليهود) في مناطق التواجد والحاج امين الحسيني كان ذلك السلفي الغشيم في السياسة يحرض ضد اليهود ليس اكثر..
وفي لحظة من التاريخ غادرة انشئ الكيان اليهودي في الجزء الاكبر من فلسطين واخذوا جوهرة الوطن الفلسطيني….
وهتف (ديفيد بن غوريون) مؤسس الدولة بقوله المشهور (الدولة اليهودية تأتي بسلام مع العرب، لكن السلام لم يأت بدولة لليهود) لقد نجحت مقولته الى حد كبير لكن السؤال… هذا العمالي المجيد في تاريخ كيانهم قد حفر قبره والغي ذكره وسقط حزبه (العمل) واضحى الاحمق المتغطرس نيتنياهو ملك حلم اليهود المجنون اي من انشاء زال واندثر وبالكاد حزب العمل يظفر بعدة مقاعد الكتلة العربية تزيد عنه في حصة الكنيست!!!
واليهود بعد انشاء كيانهم قد اضحوا نوعين بشر انسانيين علماء افرادا وليسوا جماعات (انيشتاين رفض ان يكون رئيسا للدولة، وتشايكوفوسكي وموزارت وبيتهوفن وكارل ماركس ونعوم تشومسكي، واسحق رابين، وتروتسكي) هؤلاء نبلاء محترمين قبل الدولة وبعدها وكذلك يوسي بيلين وفيليتسيا لانغر، ومؤسس الحزب الشيوعي المصري والكاتب نعيم قطان الذي ارخ في روايته الرائعة (فريدة) علاقة ناظم الغزالي بزوجته اليهودية
الجناح الثاني
يمثله شارون، حين صنع من مذبحة الاسرى المصريين اول درجات سلم بطولته حتى ارتوى بدماء اطفال مخيمي صبرا وشاتيلا سنة ١٩٨٢ في لبنان مع زمرة كتائبية زائفة، وقادة الاحتلال الذين كسروا ايادي الاطفال وذبحوا شيرين ابو عاقلة واصطنعوا نموذجا في الاضهاد للفلسطيني (تحنيط الجثث بطريقة التثليج التي تخفي ملامح الانسان "الله يكسر ايديهم") والاحتفاظ بجثمان دلال المغربي (بنت الشاطئ الفلسطيني) تحت رقم مجهول !!!؟
اي قبح واي بؤس اهذا التعذيب واختطفوا ارض فلسطين كلها بالطرد والمصادرة والقتل وكل اساليب النازي البشعة!!
ثم يطرح السؤال نفسه انتم قتلتم رابين وقتلتم ياسر عرفات وخلصتم على ادارة ابو مازن بالتمويت السريري.. واخذتم كل فلسطين
وتريدون هدم الاقصى وعملتم سلام الشجعان مع مصر والفلسطينيين والاردن والخليج العربي والمغرب والسودان.. وتريدون اخفاء الصراع الفلسطيني الذي يقاتلكم على حق له سؤال موجه لليهود.. ممكن احد من قتلة الاطفال ومجرمي ايقاع النعش ضاربا بعرض الحائط بهيبة (قداسة البابا) وهيئة سلطة فرنسا المعنوية ان يجيبنا على السؤال.. ما الذي تريدونه!؟ وما هو من وجهة نظر مساطيلكم نهاية الصراع بين ستة ملايين فلسطيني في الداخل و١٧ مليون فلسطين بالمجمل، مع ثلاثة ملايين يهودي هي كتلة الكيان اليهودي انسوا الكذب والمبالغة انت تعرفون ونحن نعرف ان الخمسة ملايين يهودي في فلسطين منهم المسيحيين الارثوذكس ومنهم مسلمون ومنهم فلاشا
والانفجار بينكم قادم لا محالة؟!
ماذا تتخيلون نتيجة هذا الصراع مدنكم الرئيسة اختطفت من المتوطنين في الضفة الغربية واضحى نتنياهو لا يهمه يهود يافا ولا تل ابيب ولا بيسان ولا حيفا بل هو محكوم كالسجين المكبل بالمستوطنين الذين ينجبون اصواتا انتخابية لا تستطيعون طرد الفلسطينيين ذاك زمان مضى وانقضى. ومشروع دلال ابو امنة اهم من قوة سلاحكم البحري بلاش الجوي!!
وانتم تريدون دولة يهودية صرفة وهي دولة تحمل بذور فنائها في سنوات ان انتهيتم من العدو الخارجي ولا تقبلون بدولة تضم كل الموجودين على ارض فلسطين التاريخية؟!
اذن ما هي حاجتكم الان !؟ حاجتكم التاريخية ليست سلاما مع السودان ولا مع اثيوبيا ولا مع احد بعيد لان المشكلة داخلية يهودية فلسطينية ما بعد ابو مازن سيقلقكم الجيل الفلسطيني الذي خيبتم امله في السلام، السلام الذي تترك فيه المرأة الفلسطينية على نقطة تفتيش تضع مولودها بعناية الله لان مجندة خطر على بالها تدخين (سيجارة من الحشيش) فتغلق الطريق..
هذا السلام قد انتهى السلام الذي هو بانتظاركم ان يخرج من رحم المؤسسة العسكرية اليهودية (رابين اخر) لديه الجرأة والوعي والفروسية ليردع حماقتكم وجنونكم الانتحاري ويفعل كما فعل (وزير دفاع جنوب افريقيا) في عهد ديكليرك حين قال للبيض لا بقاء لكم سوى بالمصالحة والتنازل عن غطرستكم وغيكم لان الجيش لن يستمر قادرا تغطية عنصريتكم وفاشيتكم روحوا لنيلسون مانديلا فالسود هم اهل البلد وانتم صرتم جزءا منها
لا حل سوى انقلاب ثوري من الجيس ( تسهال ) على الاستيطان الدموي وقتل الاطفال والتمادي في اذلال الفلسطيني لان الفلسطيني ليس اقلية والثورة الصناعية الرابعة ان لم تسبقوا نتائجها بحل تاريخي مع الفلسطينيين ستمنح الفلسطيني امكانية البدائل التي ستنهي تفوقكم العسكري لان الثورة الصناعية الرابعة هي ثورة معرفة الافراد المبدعين في احدى جوانبها، والفلسطيني لانكم اضطهدتموه بأكثر من اللازم سيكون مبدعا ومتفوقا عليكم اصحوا ايها اليهود وكفاكم كذبا على انفسكم وغطرسة مزعومة لنت ابسط من هزيمة الفلسطيني..