نبض البلد - حسين الجغبير
حضرت جانبًا من فعاليات المؤتمر الـ 13 للأسبوع العالمي للدراية الإعلامية والمعلوماتية 2024 الذي انطلق أمس، وقد سرني ما شاهدت لأسباب عديدة سأستعرضها لعلَّ يكون لها فائدة تُستنبط من تنظيم مثل هذه الفعاليات في الأردن.
لقد نجح المؤتمر في يومه الأول من حيث التنظيم، وهو مؤشر على قدرة المؤسسات الأردنية على تنظيم مؤتمرات على سوية عالية، سواء بشكلٍ منفرد، أو بالتعاون مع شركاء في القطاع الخاص، والمنظمات الدولية، وقد رأينا للأسف فشلاً في العديد من المؤتمرات التي نُظمت خلال سنوات وقد عكست صورة سلبية أمام ضيوف الأردن.
إضافة إلى ذلك، فإن السير للأمام في مثل هذه المؤتمرات يشكل قاعدة أساسية لتفعيل سياحة المؤتمرات، وقد طالبنا أكثر من مرة بالتركيز على هذا الجانب لما له من تداعيات إيجابية شتى، سواء عبر الترويج للأردن من خلال دعوة الضيوف من كافة أقطار المعمورة، أو من خلال عكس صورة حضارية عن فهمنا للأشياء وقدرتنا على تحليلها والتعاطي معها. وهذا باعتقادي في غاية الأهمية.
كما لا بد من الإشارة على أن العديد من الدول قد سبقتنا في هذا المجال وقد باتت مزارُا يأتي الناس ويتسابقون على إقامة المؤتمرات فيها، وعلى رأسها دبي، وإن نجحنا في السير على هذه الخطى سنجد الأردن مطلبًا لشركات ومؤسسات عالمية لتنظيم مؤتمرات سياسية واقتصادية، ومالية، وثقافية، ما يعني فائدة كبيرة تعود على الجميع.
هذا بشكل عام، أما بخصوص مؤتمر الدراية الإعلامية والمعلوماتية الذي تنتهي فعالياته اليوم، فقد سلط الضوء على قضايا هامة في يوم افتتاحه الذي شهد حضورًا كبيرًا، لما يحتويه من أفكار وطروحات جديدة، والحث على مواكبة التطور السريع في إنشاء المعلومات وضرورة إتقان المهارات الرقمية للتنقل في الواقع المعقد وتجنب مخاطر التلاعب، والاحتيال، وعدم المساواة الاجتماعية، وهو الأمر الذي أكدت عليه سمو الأميرة ريم علي، مؤسسة معهد الإعلام الأردني ورئيسة مؤسسة آنا ليند، في كلمة لها خلال الجلسة الافتتاحية.
كما سلط المؤتمر على ضرورة توسيع نطاق الدراية الإعلامية والمعلوماتية على الصعيد الوطني، وإنتاج الموارد التعليمية باللغة العربية، وهو الأمر الذي يعد مطلبًا رئيسيًا لا بد من العمل عليه إذا ما أردنا أن نلحق بركب التطور في هذا المجال، خصوصًا وأن التأخر فيه يعني استمرار النهج الحالي بذات الوتيرة البطيئة التي باتت رجعية اليوم، وأثارها السلبية تفوق ما يمكننا تخيله وتوقعه.
سيصدر عن المؤتمر توصيات، وأرى أنها يجب أن تشكل علامة فارقة، وأن تتم دراستها بشكل جيد للوصول إلى تنفيذ ما يتماشى وواقعنا، ويخدم تطلعاتنا في هذا السياق، وأن نترك هذه التوصيات لتكون حبرًا على ورق يوضع على أرفف تترك وحيده في مهب رياح التقادم دون إنجاز.