مكاور اثر تاريخي ومكان للحج المسيحي يفتقر للمرافق السياحية والفندقية

نبض البلد - تطل قلعة مكاور من أعلى رأس جبل لب الذي يبلغ ارتفاعه 730 مترا، على البحر الميت بمنظر رائع الجمال، يشاهد الزائر من خلالها ابراج القدس والمدن الفلسطينية غربي نهر الأردن.
ويقول أبناء المنطقة أن هذا الموقع الاثري والتاريخي واحد اماكن الحج المسيحي، يفتقر للمرافق السياحية والفندقية التي تجذب اهتمام السائح وتشجعه على المكوث أو المبيت بما يعود بالفائدة على تنمية المنطقة سياحيا.
ويقول الدليل السياحي الكوري الملقب بوسيم العربي الذي يرافق مجموعة من السياح من كوريا الجنوبية، والتقته وكالة الأنباء الأردنية (بترا) خلال زيارة المكان، ان هذا الموقع الأثري المهم تاريخيا ودينيا يحتاج الى تحسين الخدمات والمرافق السياحية الفندقية لتشجيع السياح على المكوث في المكان مدة أطول وهناك من يرغب بالمبيت في حال توفر النزل الفندقية السياحية.
ويعبر سليمان العرنكي من الفحيص الذي يزور المنطقة عن استيائه من نقص الخدمات في الموقع الذي وصفه بالموقع الأثري التاريخي الساحر والمهم دينيا، لافتا الى عدم وجود مرشد سياحي او مسؤول بالموقع يمكنه أن يشرح للزوار عن هذا المكان وأهميته التاريخية والدينية.
من جانبه يقول مدير سياحة مادبا وائل الجعنيني ان مديرية السياحة في مادبا تولي اهتماما كبيرا لقلعة مكاور الأثرية والتي تعد أحد مواقع الحج الديني المسيحي في الأردن إلى جانب المغطس وجبل نيبو، وقامت المديرية بإيجاد مسارات سياحية ضمن محافظة مادبا من ضمنها مسار مادبا الديني الذي يشمل مكاور وهي أيضا مشمولة في المسار السياحي التاريخي الثقافي ما يشجع السياحة الداخلية.
ويشير الى ان هناك محاولات جادة لربط مكاور في مسار الخط السياحي لمدينة مادبا.
ويقول مدير اثار مادبا باسم العبادي ان دائرة الاثار تولي قلعة مكاور أهمية كبيرة لقيمتها التاريخية والاثرية والدينية، حيث قامت بتأهيل الموقع والحفاظ عليه برفد الموقع بالحراسة وعمال التنظيف وتجميله وحمايته.
ويضيف ان المديرية تعمل حاليا على ترميم الموقع بمساعدة المهندس المعماري الهنغاري وعالم الآثار جوزنى يورس الذي يقوم حاليا بأعمال ترميم على قمة الجبل بايوان مبنى قصر هيرودوس الكبير.
وتعد قلعة مكاور التي تقع جنوب مأدبا بحوالي 30 كم وتم اكتشافها عام 1964 على يد بعثة الآباء الفرنسيسكان من القدس، من أقدم المواقع الأثرية في الأردن نظرا لتاريخ بنائها حوالي سنة 90 قبل الميلاد.
وتم العثور في قلعة "مكاور" على أقدم لوحة فسيفساء في الأردن وهي تعود للقرن الأول الميلادي وهي معروضة في الواجهة الامامية لمداخل المنتزه الأثري في مدينة مادبا، كما عثر على بقايا كنيسة فسيفساء ارضيتها تعود للقرن السادس الميلادي، وهناك آثار كنيستين أخريين في وسط القرية على المنحدرات الشمالية.
ويذكر ان الكرسي الرسولي في الفاتيكان قد أدرج موقع مكاور على جدول محطات الحج اليوبيلي عام 2000، بعد زيارة البابا للأردن، واختيار مكاور مكانا ًمعتمدا ً للحج المسيحي.
-