"مدرسة الأيتام" بالقدس.. 97عاما من العطاء

نبض البلد -

القدس المحتلة ـ وكالات

رغم تعرض طلبة مدرسة الأيتام الصناعية في مدينة القدس المحتلة، لانتهاكات واقتحامات متكررة من قبل سلطات الاحتلال، إلا أنها لم تنقطع يوما واحدا عن تقديم التعليم الصناعي للطلبة، حيث تعتبر ملاذهم الآمن لحين تخرجهم.

"تواجه المدرسة تأسست عام 1922 الكثير من الاعتداءات والمضايقات شبة اليومية، بسبب موقعها داخل البلدة القديمة، حيث يتعرض طلبتها وهيئتها التدريسية لمحاولات استفزازية من قبل الاحتلال ومستوطنيه، الذين استولوا عنوة على عشرات المنازل في تلك المنطقة"، قال رئيس قسم التصميم الجرافيكي في المدرسة أسامة سلهب.

وتابع: تخدم المدرسة الطلبة الأيتام والحالات الخاصة في المرحلة الاعدادية والثانوية، والمنتظمين ممن أنهوا الصف العاشر لدمجه في نظام التعليم المهني، كما يوجد فيها فرقة موسيقية، وفيها مطبعة تعد من أولى المطابع في فلسطين.

"عاصرت فترة الانتداب البريطاني لفلسطين، وتوافد عليها الطلبة من كل حدب وصوب، وتخرج فيها مئات الطلبة الذين شغلوا مناصب مرموقة، وهي ثاني أكبر بناية بالبلدة القديمة في مدينة القدس، وتضم مبنى تكية "خاصكي سلطان"، ومسجد الرصاصية، وتتواجد في الحي الاسلامي على بعد 200 متر من المسجد الأقصى، ويتوفر بها ساحات واسعة داخلية مسقوفة وساحات خارجية مكشوفة".

واستطرد: "شيدت مبانيها خلال حقبتين، الأولى كانت قبل قرابة الـ 700 عام خلال الحقبة المملوكية، إذ كان عبارة عن قصر يتكون من 24 غرفة وقاعة استقبال، وفي الحقبة العثمانية تم توسيع المبنى، إلى أن تم اعادة ترميمه من جديد وتحويله لمدرسة تشكل أولى المدارس الرائدة في تقديم التعليم المهني للطلبة في القدس".

وأشار إلى أن المدرسة كانت تقدم مواد مهنية في تخصصات اندثرت اليوم، مثل: مهن تصنيع الأحذية والنسيج، ومهن فنية يدوية أخرى، إلى أن تطورت واصبحت تقدم تخصصات في مجال الجرافيكس والطباعة والنجارة.

بدوره، قال مدير المدرسة في البلدة القديمة عمر غرابلي، جاءت فكرة تأسيس المدرسة نتيجة الكوارث التي حلت بفلسطين قبل عشرينات القرن الماضي، ما أدى إلى زيادة عدد الطلبة من الايتام والفقراء، وبالتالي تم استخدام مبنى مساحته 4600 متر لإيوائهم.

وأضاف، ان الطلبة الذين يأتون عبر باب العامود يتعرضون لـ 4 نقاط تفتيش، ولاستفزازات متكررة من قبل المستوطنين .

واشار إلى أن للمدرسة فرع آخر في العيزرية تم استحداثه عام 1984، ويعمل منذ ذلك الوقت بشكل بسيط، حيث يعد مأوى للايتام ممن يحملون الهوية الفلسطينية بعد عام 2003 بشكل كامل ومجاني.

وبين، انه عام 1967 كان يرتاد المدرسة نحو 500 طالب، ولكن العدد تراجع تدريجيا مع المضايقات المتكررة من قبل الاحتلال.

وقال، المدرسة بشكل دوري تحتاج الى مستلزمات مدرسية، والاحتلال يعرقل دخولها من خلال فرض رقابة شديدة عليها".

وعن آلية عمل المدرسة في ظل العقبات التي يفرضها الاحتلال، أوضح: نعمل وفق خطط من خلال تشجيع المقدسين على الانخراط بالتعليم المهني، لضمان مستقبلهم في العيش الكريم، والصمود على الأرض".