نبض البلد - قصة "طريق الحرير الصحي" في يوم الأطباء الصينيين
2025-08-19 08:35:48|arabic.news.cn
بكين 19 أغسطس 2025 (شينخوانت) يصادف يوم 19 أغسطس اليوم الوطني الثامن للأطباء في الصين. وثمة مجموعة من الأطباء العرب الذين نجحوا في إكمال دراستهم بالصين، وأصبحوا سفراء شعبيين لتدويل الطب الصيني التقليدي.
وتعود بداية التبادل الطبي بين الصين والدول العربية لعصور قديمة. وقد دمج كتاب «الوصفات الطبية لقومية هوي» في عهد أسرة مينغ (1368-1644م) حكمتي الطب العربي والطب الصيني التقليدي. واليوم، مع تنفيذ مبادرة "الحزام والطريق"، يتعمق التعاون بين الصين والدول العربية في المجال الطبي، ويأتي المزيد من الطلاب العرب إلى الصين لدراسة الطب الصيني التقليدي.
وبعد إكمال دراسته في الطب الغربي بجامعة جدة في المملكة العربية السعودية، سافر الشاب السعودي محمد الحربي إلى الصين مدفوعا بفضول لدراسة الطب الصيني التقليدي، والتحق بجامعة بكين للطب الصيني التقليدي في عام 2019 للحصول على درجة الماجستير. وقال لمراسل بوكالة أنباء شينخوا إن الكثير من الناس في المملكة العربية السعودية يعانون من آلام مزمنة ومرض السكري، ويتحلى الطب الصيني التقليدي بتأثيرات فريدة في علاج هذه الأمراض. وبعد خمس سنوات من الدراسة في الصين، أصبح الحربي طبيبا يعمل في عيادة جامعة بكين للطب الصيني التقليدي، ولم يتقن فقط تقنيات الوخز بالإبر والتدليك فحسب، بل تعهد أيضا بإعادة هذا الطب الشرقي إلى الشرق الأوسط.
ولم تكن دراسة الطب الصيني التقليدي أمرا سهلا. وتعتبر اللغة الصينية هي العقبة الأولى التي يواجهها الطلاب العرب. وذكر فهد الراشدي، وهو طالب كويتي يدرس في جامعة تيانجين للطب الصيني التقليدي، أن صعوبات كبيرة واجهها في دراسة وفهم كتاب «شانغ هان لون» في الطب الصيني التقليدي، حيث لا توجد كلمات مقابلة تماما في اللغة العربية، مثل وصف حالة "ركود التشي والدم"، وهي حالة شائعة جدا في التشخيص والعلاج السريري. ولمساعدة هؤلاء الطلاب العرب، ووفرت بعض كليات الطب الصيني التقليدي مواد تعليمية ثنائية اللغة وأخرى لغوية متخصصة. وأنشأت جامعة قوانغتشو للطب الصيني التقليدي دورة "مقارنة الطب الصيني والعربي"، والتي تقارن أوجه التشابه والاختلاف بين الطب الصيني التقليدي والطب العربي من حيث النظرية والتطبيق في مجال الأدوية.
وسبق للطبيبة الإماراتية أمينة المنصوري أن تدربت في قسم الوخز بالإبر في مستشفى الطب الصيني التقليدي بمنطقة نينغشيا الذاتية الحكم لقومية هوي. وترى أن الطب الصيني التقليدي ليس مجرد تقنية بل هو فلسفة، إذ علّمها الطب الصيني التقليدي مزاولة التشخيص الصحي بشكل كلي. وبعد الانتهاء من دراستها في الصين والعودة إلى بلدها، افتتحت أمينة المنصوري عيادة للطب الصيني التقليدي في دبي، وواصلت استكشاف الجمع بين الطب الصيني التقليدي والطب المحلي في الممارسة العملية. وعند إجراء علاج الوخز بالإبر للمرضى، تضيف أمينة المنصوري أحيانا العلاج العطري التقليدي العربي، مثل زيت اللبان العطري، الذي لا يهدئ المشاعر فحسب، بل يعزز أيضا تأثير الوخز بالإبر. وقالت للمراسل إن عيادتها أصبحت شهيرة محليا، حيث تستقبل يوميا أكثر من 80 مريضا، ومنهم مديرون تنفيذيون بشركات النفط ورياضيون محترفون وحتى أفراد من العائلة المالكة، وأضافت أن أكثر ما تفخر به هو أنها ساعدت مريضة مصابة بالعقم على الحمل بطفلها الأول باستخدام طريقة العلاج بالكي.
وخلال السنوات الأخيرة، تسارعت وتيرة "خروج" الطب الصيني التقليدي إلى الخارج. وفي عام 2022، أدرجت وزارة الصحة السعودية الطب الصيني التقليدي في نظام الرعاية الصحية التكميلية لأول مرة. وفي عام 2023، افتتح "مركز الشرق الأوسط للطب الصيني التقليدي" الذي بُني بالتعاون بين الصين والدول العربية في أبو ظبي، بهدف تدريب المواهب المحلية في مجال الطب الصيني التقليدي، كما افتتحت جامعة عين شمس المصرية بالتعاون مع الصين أول تخصص جامعي في الطب الصيني التقليدي بالعالم العربي. ومن عيادات الطب الصيني التقليدي بناطحات السحاب في دبي إلى عيادات الوخز بالإبر في القاهرة القديمة، تشكل "طريق الحرير الصحي" الجديد الممهد بالإبر الفضية ورائحة الأعشاب الصينية، وتكتب هذه المجموعة من "الممارسين بطريق الحرير الصحي" الذين يرتدون المعاطف البيضاء تفسيرات جديدة للتبادل الحضاري في العصر الحديث.
وكالة شينخوا