نبض البلد -
نبض البلد -أبدت نساء من اربد روحا ايجابية وفرحا غامرا باستقبال شهر رمضان مبارك على الرغم من الظروف الاستثنائية التي تعيشها المملكة بسبب الحظر المنزلي لمواجهة فيروس كورونا، واستثمرن هذه الايام الفضيلة بالدعوة في وسائل التواصل الاجتماعي "فيس بوك" و "واتس أب" لتعميق صور التكافل والتعاضد ومساعدة الاسر الفقيرة وتبادل اصناف متنوعة من الأطعمة.
وقال عدد منهن لوكالة الانباء الاردنية (بترا) ان العادات الاستهلاكية باتت اكثر عقلانية وتدبرا من خلال الاعتماد على الذات، مشيرات الى ان حالة الحجر دفعت ربات البيوت الى تغيير نمط شراء مستلزمات رمضان. وأشرن الى انهن ادركن قيمة توفير الغذاء الصحي الذي صار مطلبا للكثير من اجل تقوية المناعة، اذ لا بد من ان يكون خاليا من اي مواد حافظة او مصنعة، واكد ذلك بعض التجار الذين اشاروا الى الاقبال اللافت على شراء الدقيق اضافة الى مستلزمات صناعة الخبز والحلويات. وقالت سامية محمد "قمت بشراء كميات من الطحين والسميد والبقوليات كالحمص والفول، ففي هذا العام سأقوم بالتجهيز لرمضان بنفسي ولن اشتري اي شيء معلب او ايا من المجمدات الجاهزة للطبخ كما كنت أفعل في رمضان الماضي من شراء السمبوسك والكبية وأطباق الحمص والفول الجاهزة، وسأعدها بنفسي ولن اذهب للتسوق الا نادرا. وذكرت ام بكر انها اشترت الطحين لإعداد الخبز بأنواعه كالخبز العربي والهمبرغر وخبز الصمون الذي لاقى استحسانا كبيرا لدى افراد اسرتها بعد أن تعلمت إعداده خلال الحظر المنزلي.
وأضافت، ان فترة الحجر دفعتها الى اعادة النظر بعاداتها الاستهلاكية، مشيرة الى ان كثيرا من الامور يمكن عملها في المنزل ما ينعكس ايجابيا على ميزانية ومصروف البيت. من جهتها قالت ام كرم، لقد اخضعني الحجر لدورة منزلية مكثفة فتعلمت الكثير من الامور، فبعد ان كنت اعتمد على شراء المستلزمات الجاهزة لشهر رمضان، دفعني حظر كورونا لأعيد حساباتي بكثير من الامور الاستهلاكية، فصرت اتقن إعداد اصناف كثيرة من الاطعمة من الالف الى الياء، حتى ان اولادي بدوا فخورين بي، فصرت اعد لهم الهمبرجر والشاورما والبيتزا التي يحبها جيل اليوم وصرت اتقنها، كما اني تعلمت بعض الاكلات القديمة التقليدية. ام نبيل تقول هي الأخرى، انها نظمت مع صديقاتها واقاربها مجموعة على "الواتس اب" لتبادل الوصفات ومساعدة اسر تعاني من جراء تداعيات جائحة كورونا مشيرة الى أنه "لو أدينا الحج والعمرة 10 مرات، وتركنا جيراننا يتضورون جوعًا فلا يمكن القول ان إيماننا بالله قوي، فعلينا أن نحب الآخرين كما نحب أنفسنا ". رهام مصطفى تقول سأعمل على استقبال رمضان بطريقة مختلفة بتزيين منزلي بطريقة مختلفة، اذ سأصنع الزينة بنفسي واكتفي بشراء زينة رمزية من السوق، داعية الى جعل الفرح بهذا الشهر فرصة اكبر لمساعدة اسرة محتاجة والتقرب فيما بيننا والابتعاد عن التباهي والتفاخر، اذ يكفي صنف واحد من الوجبات خصوصا في مثل هذا الظرف . مستشار امين عام وزارة الاوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية لإقليم الشمال الدكتور احمد الصمادي قال ان شهر رمضان المبارك، شهر التقوى والخير، شهر الطاعات والقربات، هو فرصة للتخلص من بعض العادات والسلوكات التي تتنافى مع الحكمة منه، مشيرا الى ظهور بعض الظواهر السلبية التي تتنافى مع الحكمة من تشريع هذا الشهر المبارك، ومنها ظاهرة الإسراف في الأطعمة والمبالغة في المباحات والمشتريات، واعداد الكثير من المأكولات والمشروبات، ثم تناول اليسير منها ورمي المتبقي صناديق القمامة. وأضاف، ان هذه الظاهرة السلبية تحرم الصائم من الاستفادة الكبيرة من هذا الموسم العظيم الذي تتجلى فيه أعلى درجات الرحمة والإحساس بالفقراء والمساكين واستشعار نعم الله علينا التي اختصنا بها دون غيرنا في ظل أوضاع مأساوية تمر بها الأمة بسبب انتشار فيروس كورونا.
وأشار الصمادي الى أن منهج الإسلام يقوم على الوسطية والاعتدال في كل شيء حتى في الطعام والشراب لقوله تعالى "وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين".
واكد أننا أحوج ما نكون في هذا الشهر إلى أن نلتفت إلى ما نحن عليه من أمور سلبية وخاطئة في حياتنا، ليكون شهر رمضان منطلقاً للتصحيح.
--(بترا)