إذا تمكنت مرة من اختراع "آلة زمن" تعيدك إلى ما كانت عليه حال أي مكان بأي زمان على الأرض، فإياك إذا عدت 100 مليون عام إلى الوراء، أن تتوقف في منطقة معروفة حالياً باسم "كمكم" في المغرب، لأنها كانت في ذلك الزمن السحيق جحيماً من الرعب لا يطاق، وأخطر مكان عرفته الأرض بتاريخها.
المطلقون على "هضبة كمكم" الصخرية شبه الصحراوية هذا الوصف، هم علماء إحفوريات، نشروا دراستهم عنها في دورية علمية تعتمد مراجعة الأقران بموضوعاتها عن الجغرافيا البيولوجية والحيوان وتطور الطفرات والسلالات، هي ZooKeys الأميركية، وفي موقعها الذي زارته "العربية.نت" ذكروا أن أهم ما في الهضبة البالغ طولها 250 كيلومتراً في الجنوب الشرقي المغربي، بجوار الحدود مع الجزائر، هو غناها بإحفوريات تعود للعصر الطباشيري، فراجعوا فقارياتها ودرسوها، بحسب ما نسمع في الفيديو المعروض أدناه.
علموا مما درسوه، أن "كمكم" كانت موطناً لنظام نهري ومستنقعاتي واسع، اكتظ بحيوانات مائية وبرية وجوية ضخمة ومفترسة، بينها زواحف كانت تطير وتماسيح عملاقة وديناصورات، فدقق بأمرها فريق من العلماء، وصدرت منذ يومين إفادة بشأنها من جامعة University of Portsmouth البريطانية، عما حققته الدراسة التي شارك فيها علماء من جامعات ديترويت وشيكاغو ومونتانا الأميركية، إضافة إلى جامعتي University of Leicester وبورتسموث البريطانيتين، كما ومتحف باريس للتاريخ الطبيعي، وجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، وجامعة McGill University الكندية بمونتريال.
وتشمل الأحفوريات التي درسوها 3 من أكبر ديناصورات الأرض وأخطرها شراسة وافتراساً على الإطلاق، وهو العملاق المعروف باسم Carcharodontosaurus المكتظ فكاه بأسنان صخرية طاحنة. كما استوطن فيها ديناصور آخر يسمونه Deltadromeus وشهير بمخالب كبيرة وسيقان قوية، وبغنى فكيه بأسنان حادة كما الخناجر، إضافة إلى زواحف طائرة ومفترسة النوع، معروفة باسم Pterosaurs للعلماء الذين يصفون الواحد منها بعملاق الجو، وفقاً لما قرأت "العربية.نت" بسيرته، المتضمنة "أونلاين" أنه كان ينقض بمنقاره الطويل على أسماك ضخمة ولافقاريات بحرية ونهرية، كما على مختلف حيوانات الأرض، وينتشل الواحد منها ليمزقه ويجترّه سائغا.
أما المؤلف الرئيسي للدراسة، فهو الدكتور نزار إبراهيم، أستاذ علم الأحياء بجامعة University of Detroit Mercy الأميركية الخاصة في ديترويت، والأستاذ الزائر بجامعة بورتسموث البريطانية، والذي قال في إفادة الجامعة البريطانية إنها "توفر نافذة على عصر الديناصورات بإفريقيا" في معرض وصفه للمكان بأنه كان الأخطر بتاريخ الأرض، حيث كانت الحيوانات المتوحشة تعتمد على وفرة الأسماك، بل دلت معطيات الدراسة غير المسبوقة في تاريخ الأحفوريات خلال قرن، أن أسماك قرش ضخمة كانت تعيش في مياهها العذبة، وكانت مرعبة، يسميها العلماء Onchopristis الموصوفة أسنان المخيفة بأنها شبيهة بالخناجر الشائكة.