نبض البلد -
نبض البلد -
ناقش مقال نشرته صحيفة الواشنطن بوست الموطن الأساسي الذي نشأ فيه فيروس كورونا المستجد، وطرح الكاتب ديفيد رينولدز إغناتيوس كافة الفرضيات الممكنة لانتشار المرض، وسط الاتهامات المتبادلة بين بكين وواشنطن بالمسؤولية عنه، فضلاً عن تقديمه لنظريات النشأة الطبيعية للوباء أو المفتعلة.
وسلط الكاتب الضوء على موجة التهم المتبادلة بين أمريكا والصين، والتي هدأت سريعاً بعد اتفاق على زيادة التعاون بين الجانبين لمكافحة الفيروس.
وأورد إغناتيوس معلومات مثيرة ومتسلسلة تتبعت الأيام الأولى لانتشار الوباء، إضافة إلى بيانات سبقت الإعلان الرسمي عن الفيروس، وبرأت المعلومات سوق ووهان للأسماك من احتضان الفيروس ونشره، نسب ذلك، إلى مكان قريب من السوق.
الكاتب الأمريكي فند رواية السلطات الصينية التي أكدت أن الفيروس أصيب به أشخاص أكلوا طعاماً ملوثاً بالفيروس، وقال إنها "رواية ضعيفة"، موضحاً ان العلماء أكدوا بعد تتبع التسلسل الجيني للفيروس أنه لم يتم بيع خفافيش في سوق ووهان، مع الإشارة إلى أنه بيعت حيوانات ذات صلة بالخفافيش.
ويتابع الكتاب أن مجلة "لانسيت" العلمية لاحظت في دراسة أجريت في يناير أن أول حالة لـ covid-19 في ووهان ليس لها صلة بسوق المأكولات البحرية.
نظرية إغناتيوس الثانية تتحدث عن أن الفيروس ربما يكون قد انتشر نتيجة خطأ عرضي أثناء إجراء تجارب مختبرية على فيروس كورونا المستجد المرتبط بالخفافيش. حيث يقع فرع ووهان للمركز الصيني للسيطرة على الأمراض والوقاية منها على بعد أقل من 100 مترا من سوق المأكولات البحرية.
واستدل الكاتب على صدق فرضيته بقيام باحثين في معهد ووهان بنشر مقالات قالوا فيها أنهم جمعوا عينات من فيروسات تاجية مرتبطة بالخفافيش من جميع المناطق الصينية بغرض الوقاية منها في المستقبل.
ويتساءل الكاتب، إن كان من الممكن أن تكون إحدى تلك العينات تسربت من المعهد، أو حتى ألقيت مع قمامة خطرة في مكان ساعد على انتشارها.
التساؤل السابق وجهه إغناتيوس إلى عالم في الأحياء الدقيقة يدعى ريتشارد إبرايت، وهو خبير في السلامة البيولوجية أيضاً، الذي أوضح بدوره أنه من الممكن أن تنتقل العدوى نتيجة لحادث طبيعي، أي من خلال الخفافيش إلى الإنسان أو حتى أي حيوان آخر، مع احتمالية أن ينتقل الوباء عن طريق حادث مختبري، كأن يصاب أحد العاملين في المختبر به.
واتهم خبير الأحياء الدقيقة مختبرات ووهان بالعمل تحت مستوى متدنِ من السلامة المهنية، وهو ما يرجح فرضية تسرب الفيروس إلى العاملين.
واستدل إبرايت بمقطع فيديو انتشر نهاية العام الماضي، وأظهر أن العاملين يجمعون الفيروسات وهم يرتدون معدات حماية شخصية غير كافية.
يذكر أن الولايات المتحدة الأمريكية شنت حملة إعلامية على الصين بسبب تفشي فيروس كورونا، ووصف الرئيس الأمريكي الفيروس بـ "الصيني" ما أثار غضب الأخيرة، التي طالب مسؤولوها بتوضيحات من الولايات المتحدة، تضمنت اتهاماً مبطناً من أن يكون نشر الفيروس في الأراضي الصينية مخطط أمريكي مدروس.
المصدر: واشنطن بوست