نبض البلد -
لا يمكن للإجراءات الإحترازية والعملية التي تتبعها الحكومة في مكافحة فايروس كورونا من أن تنجح وتشكّل قصة نجاح دون التركيز على مسألة الأمن الغذائي من حيث توفّر المخزون الغذائي الإستراتيجي للدولة والمواطن على السواء وذلك طوال وقت الأزمة وبشكل يومي وإستراتيجي دونما تكديس أو تهافت؛ ولذلك فالإجراءات الحكومية كانت شاملة ووافية وغطّت جانب الأمن الغذائي من حيث المخزون والمنتج الزراعي وتوزيع المواد الغذائية؛ وكان إهتمام وتوجيه جلالة الملك للحكومة في هذا الشأن على أعلى المستويات:
١. التوجيهات الملكية في مسألة توفّر المخزون الإستراتيجية لمدة عام على الأقل كانت واضحة وخصوصاً للمواد الأساسية؛ كذلك طلبه من الحكومة دعم المزارع للإستمرار في عمله وإنتاجيته.
٢. خلية الأزمة في مركز إدارة الأزمات هي أيضاً أخذت موضوع الأمن الغذائي بعين الإعتبار دعماً للمواطن لتوفير المواد الأساسية وعدم نفاذ المخزون الإستراتيجي؛ ولذلك شكّلت لجنة وزارية خاصة للمخزون وتوزيعه.
٣. قرارات الحكومة بعد حظر التجوال لضمان التباعد الإجتماعي والعزل المنزلي بموجب قانون الدفاع؛ القرارات كانت تصب في مصلحة المواطن لتوزيع الغذاء له؛ فبدأوا بتوزيع المواد الأساسية كالخبز والماء وبعدها سيتم توزيع الحليب والدواء والدخان وغيرها تباعاً.
٤. رافق توزيع الخبز مشهدان إحداها إيجابي من حيث إلتزام الناس بالتباعد الإجتماعي والتصرّف بحكمة دونما تهافت وكان ذلك في مناطق كثيرة بالمحافظات والعاصمة ويسجّل في ميزان مواطنتهم؛ والأخر سلبي عند البعض حيث التهافت والتصرفات المسيئة من بعض المواطنين؛ وحجّتهم في ذلك الكثافة السكانية العالية التي لم تغطّيها آلية التوزيع الحكومي كنتيجة لعدم كفاية وسائل النقل وكميات التوزيع وعدم العدالة في التوزيع.
٥. بالرغم مما شاب آلية توزيع الخبز من أخطاء كثيرة في بعض المحافظات وحتى في العاصمة إلا أن دولة رئيس الوزراء إعترف بذلك وإعتذر عنه وبادر بالقرار المهم في فتح البقالات ومحلات الخضار في المناطق السكنية على أن يذهب إليها الناس على الأقدام وخصّ الفئات العمرية الشبابية شريطة التباعد وعدم الاكتظاظ؛ وأجزم أن هذا القرار يعزز مسألة الأمن الغذائي للأسر ويدعم المزارعين والتجّار ولا يوقف الحياة اليومية؛ لكنه يحتاج لإنتباه المواطنين حتى لا نعود للمربع رقم واحد في العزل والتباعد وحظر التجوّل.
٦. مطلوب إنتباه المواطنين في هذه المرحلة للمواءمة بين مسألة توفير السلع الغذائية لضمان الأمن الغذائي المنزلي في كل بيت وبين الحفاظ على الوطن لمنع إعادة إنتشار الفايروس من جديد وخصوصاً أن فترة حضانة الفايروس تحتاج لوقت أكثر منذ بدء حظر التجوال.
٧. مطلوب أن نُظهر سلوكياتنا الإيجابية كمواطنين دونما تهافت على السلع أو عدم مراعاة للمسافات الآمنة التي تحول دون إنتقال للفايروس؛ ومطلوب الإنتباه للإلتزام بالدور والتباعد والسلوك الحضاري والإيثار والصبر وغيرها؛ ومطلوب التخفيف على رجال الأمن والجيش الذين نجل ونحترم لأنهم أبدعوا في دورهم الوطني الكبير.
٨. أدعو لأن تساهم النُخب المثقفة ومؤسسات المجتمع المدني ومراكز الشباب والجامعات من خلال شباب الوطن المتطوعين من أبناء الحي لإظهار مواطنتهم للوقوف أمام البقالات لترتيب الدور وحتى مساعدة الناس لإيصال الحاجيات لمنازلهم كي لا تتكرر بعض الأخطاء التي رافقت اليوم الأول لتوزيع الخبز؛ ومن المفيد أيضاً تواجد أمني في محيط البقالات ومحلات الخضار والفواكه.
بصراحة: الأمن الغذائي للدولة والمواطن جزء مكمّل لإجراءات الدولة في الحرب ضد فايروس كورونا؛ ولذلك فإن الإجراءات الحكومية والقرارات التي تم الإعلان عنها أمس من خلال دولة رئيس الوزراء ستخفف كثيراً عن كاهل المواطن وفي ذات الوقت مطلوب من المواطن إحترام نفسه والآخرين بالإلتزام بالتباعد الإجتماعي والمسافة الآمنة والعزل المنزلي وعدم التهافت وإظهار السلوكيات الحضارية؛ ومطلوب أن نكون كمواطنين جزء من الجهد الوطني الجمعي الذي تقوم به الدولة للحرب ضد فايروس كورونا لنضمن النجاح وسلامة الوطن والمواطن.
صباح الوطن الجميل
أبو بهاء
#الأمنالغذائي #فايروسكورونا #الأردن #محمدطالبعبيدات