"الضحى".. حملة مقدسية لمواجهة اقتحامات المستوطنين للأقصى تنطلق قريبا
نبض البلد - وكالات
تعتزم شخصيات وهيئات مقدسية إطلاق حملة "صلاة الضحى" في المسجد الأقصى لمواجهة اقتحامات المستوطنين للمسجد.
وتأتي هذه الحملة على غرار حملة "الفجر العظيم" في المسجدين الأقصى والإبراهيمي، ومعظم المساجد في فلسطين، لأداء صلاة فجر الجمعة، لتعزيز التواجد الفلسطيني والرباط ولمواجهة إجراءات ومخططات الاحتلال واعتداءاته بحق المقدسات.التي شكَّلتْ تحدياً جديداً للاحتلال، بل مأزقاً كبيراً بات يقلقه على أكثر من صعيد، ما دفع الاحتلال للاعتداء على المشاركين في الحملة، ووضع إجراءات تعرقل تعاظمها.
ويشارك الفلسطينيون في مبادرة أداء صلاة الفجر الجماعية كل جمعة، في معظم المساجد في فلسطين المحتلة، دعما للأقصى والمقدسات، التي تتعرض لحملات تهويدية قاسية.
وقال المختص في شؤون القدس جمال عمرو، إن هناك توجه مقدسي لإطلاق حملة "صلاة الضحى" بالأقصى على غرار "الفجر العظيم"، وتهدف الحملة إلى حشد آلاف المصلين لأداء صلاة الضحى في الأقصى، وتكثيف التواجد الفلسطيني فيه، بالتزامن مع اقتحامات المستوطنين للمسجد خلال الفترة الصباحية، وللتصدي لاستفزازاتهم المتواصلة.
واضاف سيتم الإعلان عن الحملة قريبًا، وسيتم نشر منشورات وملصقات متعلقة بالحملة وتفاصيلها، وحث المصلين على الاحتشاد والصلاة بالمسجد.وسيتم أيضًا توجيه دعوة للمدارس لمشاركة الطلبة في الحملة إلى جانب كبار السن والنساء، والفئات المتوفرة من المقدسيين في وقت صلاة الضحى.
وشهد العام 2019، تصاعدًا كبيرًا في أعداد المستوطنين المقتحمين للأقصى ومحاولاتهم لأداء طقوس وصلوات تلمودية، وفي وتيرة الانتهاكات والاعتداءات بحق المسجد والمصلين.
وأكد عمرو أن الحملة تأتي في ظل تغول إسرائيلي واسع على الأقصى، ومحاولات الاحتلال للاستفراد به والتدخل في شؤونه بهدف السيطرة الكاملة على المسجد، وعلى مصلى باب الرحمة وتحويله إلى كنيس يهودي. ويسعى الاحتلال من خلال تكثيف اعتداءاته وملاحقة المصلين وموظفي الأوقاف والمسؤولين وإبعادهم عنه، إلى حسم قضية الأقصى بالكامل، وفرض التقسيم الزماني والمكاني فيه.
وشدد على أن حملة "الفجر العظيم" أربكت حسابات الاحتلال وأرعبته سياسيًا وأمنيًا وإعلاميًا، فأصبح خارج عن السيطرة الكاملة، بحيث تعدت الأقصى والإبراهيمي، وأصبحت تشارك فيها العديد من المساجد سواء في فلسطين أو خارجها.
وخوفًا من "الفجر العظيم"، باتت "جماعات الهيكل" المزعوم تستعد وتستنفر مع كل فجر جمعة لمراقبة أحداث المسجد ومتابعة الأعداد بتمعن. وتطالب تلك الجماعات رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بفتح الأقصى أمامهم يومي الجمعة والسبت، ظنًا منهم بأن أعداد المسلمين ستقل بتواجدهم.
وعبَّر الإعلام الإسرائيلي عن قلق المسؤولين من مبادرة صلاة الفجر الجماعية، كون تلك الحملات والمبادرات المناهضة للسياسات والاعتداءات الإسرائيلية بدأت تلقى رواجاً كبيراً بين الفلسطينيين.
ويقول حسام المصري أحد القائمين على المبادرة الفكرة انطلقت من الخليل لحماية الابراهيمي من الاعتداءات التهويدية والإسرائيلية بحقه، ثم انطلقت لحماية الاقصى، لتنتشر بعد ذلك بمدن الضفة ثم غزة والمدن المحتلة عام 1948. موضحا أن المبادرة أحيت الأمل في نفوس الفلسطينيين، واستطاعت جمع أطياف المجتمع الفلسطيني كافة تحت راية واحدة بعيداً عن الخلافات وحالة الانقسام.
وشدد على أهمية الاستمرار في المشاركة الفاعلة في المبادرة، كونها سلاحاً واسلوباً جديداً ضد الاعتداءات التهويدية والإسرائيلية بحق المقدسات.
وحول اهتمام جماعات الهيكل بصلاة الفجر الجماعية، قال الباحث زياد ابحيص "ذلك يعود إلى كون الحملة تقلب الطاولة على محاولة عزل الأقصى عن المصلين بالحديد والنار، وخيبت آمالهم بعد أنْ ظنوا أنه بمقدورهم النيل من الأقصى". وتابع "منذ عام 2000 كان مسار عزل الأقصى أحد المكونات الأساسية لمخطط تقسيمه" وهذا يستحيل بحضور بشري كثيف". ويضيف "المبادرة عنوان قابل لأن يصبح بوابة استعادة للحراك الشعبي الواسع، ولذلك ترتعب منه الاحتلال وجماعات الهيكل".
ودعا خطيب الاقصى ومفتي القدس والديار الفلسطينية عكرمة صبري الفلسطينيين إلى أوسع مشاركة فاعلة في "الفجر العظيم"، لما لها من إيجابيات، ولما تحمله من معانٍ في مواجهة الاعتداءات التي تتهدد القدس.