إيمان فاروق
بعد نومٍ عميق، استيقضتُ باكراً وكلي نشاط، نظرت لنفسي في مرآتي، شعرت بالقليل من التعب في وجهي، ولكن كان يبدو صافياً جميلاً، هذا ما قالته لي المرآه، حضرت نفسي وذهبت لعملي، ركبت السيارة ونظرت لنفسي في المرآه، كانت تفاصيل وجهي واضحه جداً، ولم تعجبني المبالغة بها. وصلت للمصعد، نظرت لنفسي في مرآة المصعد، لكن في تلك اللحظة كان وجهي يبدو منتفخاً، تفاجأت فلم أرى هذا الانتفاخ في منزلي على مرآتي، ما كانت إلا دقيقة حتى وصلت المكتب، جلست في مكتبي، وبدأت في عملي حتى انتهيت. لم اعد للمنزل، توجهت لصالون التجميل لتجهيز نفسي لاحتفالٍ دُعيت إليه. دخلت الصالون وإذ بي أرى كميةً كبيرةً من المرآيا وحولها الأضواء الكثيرة، جلست على الكرسي وكلي فرح، استمتع بالنظر لنفسي وكأنني فنانة سينمائية من شدة جمالي بهذا المرآيا التي أخذت مني كل ما هو سلبي في يومي، و أعطتني الثقة المطلقة. جعلتني أُكذب كل من كان قبلها و صدقتها،هي، لأنها أرضت غروري وأكملت يومي سعيدة
المرايا هي الأشخاص الذين نعيش معهم، هم حولنا و يأثرون علينا، فمنهم من يحاول إحباطنا، ومنهم من يحاول إخبارنا بالحقيقة، ومنهم من يحاول اسعادنا بالأسلوب الجميل ليرفَع من معنوياتنا وعزيمتنا في هذه الحياة، وهناك منهم من يحاول أن يخفي جمالنا الحقيقي الساكن في أرواحنا، وفي أعماق القلوب، نحن فقط من يقرر لمن يُنسط و يصدق، بمنَ منِ هذه المرايا يحتفظ ومن منها يكسر لتخرج من حياته دون ندم، فحتى المرايا تكذب أحياناً ولا تعكس الحقيقة