عصام غزاوي
كنا نأكل خبزنا من قمحنا عندما كانت الزراعة ركناً اساسياً في حياتنا، البيدر نقطة تجميع الغلال الذي كان يجمعه الرجال المخلصون بعد النضج أيام الصيف، الرجال الذين إنحنت ظهورهم وهم يحصدون بمناجلهم قمحه قشة قشة وسنبلة سنبلة كان كبير بعطائه، كان الرمز وديوان البلد يجتمع فيه الرجال يتسامرون، يحلمون ويخططون، فعليه يعتمدون في سداد الديون وتزويج الابناء واضافة غرفة الى البناء وشراء الحاجيات، حتى كثير من مخلوقات الله كالنمل والطير كانت تنتظر الحصاد وتقوم بجمع مؤنتها وتأخذ نصيبها منه ... بيدرنا اليوم لم يبقى فيه حبات قمح ولا سنابل، ولم نعد نعتمد عليه في سداد ديوننا وزواج ابنائنا وبناء وطننا، بيدرنا امتدت اليه ايدي الغدر والخيانة و "قشوا" خيراته، وخصخص الفاسدون الطارؤون ارضه وذرات ترابه ... وما الشرط الجزائي في اتفاقية غاز الاحتلال والسطو على اموال الضمان ومدخرات الاردنيين الا "قشقشة" تالي البيدر، والعوض بسلامتكم!