سناء فارس شرعان

انقسام في الجزائر … !!!

نبض البلد -
نبض البلد -

بعد نحو ٩ اشهر من الحراك الشعبي في الجزائر الدامي الى اقالة كافة المسؤولين في عهد الرئيس المخلوع عبد العزيز بو تفليقه الذي رفض الحراك ان يتقدم لولاية خامسة يبدو ان الحراك يتجه لاخذ منحى جديد بعد ظهور انقسام حاد في الجزائر بين الحراك المصمم على اقالة طاقم بوتفليقه واصحاب التوجه الجديد المؤيد لخريطة الطريق التي وضعها الجيش الرامية الى اجراء الانتخابات في الثاني عشر من ديسمبر الشهر الحالي حيث يتنافس في هذه الانتخابات خمسة مرشحين اثرت اللجنة المستقلة العليا للانتخابات ترشيحهم.

الانقسام الحاد في الشارع الجزائري ظهر بوضوح خلال مسيرة دعا اليها اتحاد عمال الجزائر ردا على لا تدخل البرلمان الاوربي بالشأن الجزائري ومطالبته بالمزيد من الحريات في الجزائر وخاصة الحريات الصحفية الامر اعتبرته اطياف من الجزائرين بانه تدخل سافر في شؤون الجزائر الامر الذي ترفضه كافة القوى السياسية والاجتماعية في البلاد.

خلال المسيرة هتف الجزائريين ضد البرلمان الاوروبي معربا عن رفضه للتدخل في شؤون البلاد فيما هتفت اطياف عريضة مؤيدة للانتخابات الجزائرية في الثاني عشر من الشهر الحالي رغم معارضة قطاع واسع من الشعب لاجراء الانتخابات الا بعد اقالة رموز نظام بوتفليقه الامر الذي طالب به الحراك الشعبي منذ اندلاعه احتجاجا على ترشيح بوتفليقه لولاية خامسة وبقي هذا الشعار لطلب الرئيس للحراك الجزائري ايام الجمعة من كل اسبوع وخاصة بعد انسحاب بوتفليقه لولاية خامسة.

الجيش الجزائري الذي حافظ على تماسكه وعدم انقسامه رفض ما اسماه بالحل غير الدستوري للازمة ورفض بالتالي اقالة رموز بوتفليقه مثل رئيس الدولة ورئيس الحكومة ورئيس اركان الجيش على موقفه من الانتخابات واذا اصر الحراك على موقفه الرافض للانتخابات واذا لم يتم اقالة رموز نظام بوتفليقه المخاوف تثير البلاد من احزاب ونقابات وجمعيات خشية انقسام الشارع الجزائري بين مطالب الحراك والاصرار علي اقالة رموز النظام السابق ومطالب الجيش بالاصرار على اجراء الانتخابات بعد اقل من اسبوعين..

من السيناريوهات التي يتوقعها الجزائريين اصرار الجانبين كل على موقفه واجراء آلانتخابات رغم مقاطعة الغالية العظمى من الشعب ما يؤهل عدد من المرشحين للفوز بالانتخابات من المسؤولين السابقين في عهد بوتفليقه خاصة بن فليس المرشح للفوز للفوز في هذه الاجواء السيناريو الآخر طوال قيام الحراك بمنع المقترحين من الادلاء باصواتهم وما يرافق ذلك من تضارب وتشابك واحتمال تدخل الجيش لتحقيق الامن والهدوء وما يسبب الاعتداء على المتظاهرين من الحراك الذي اعتادت عليه الجزائر منذ ٩ اشهر وثمة سيناريو اخر يتمثل باتمام عملية الانتخابات حتى لو لم يشارك بها احد مع اعتماد نتيجة الانتخابات مهما كانت قليلة

على كل حال مع اقتراب الوقت المحدد للانتخابات في الثاني عشر من الشهر الحالي الساحة الجزائرية تغلي كالمرجل مع احتمال انفجار الوضع الامني خاصة مع نصائح الدول الاوروبية بعدم تدخل الجيش وتوفير الحرية المطلقة للشعب الجزائري وهو الامر الذي استغله الجيش لتوحيد موقف الجزائريين تحت مسمى واحد هو ادانة التدخل الخارجي بغية تمديد الانتخابات وعدم حدوث مذبحة بين الجزائريين الذين قاموا بثورة مشرفة في التاريخ وتمكنوا من خلالها من انتراع الاستقلال بملايين الشهداء والمصابين … !!!