كلنا يعلم ان التجربة الميدانية والوجودية وما نلمسه على ارض الواقع من انجازات وترجمة حقيقية للاستراتيجيات ، هو اكبر واوسع من اي مفردات لغوية ، وان اي تعبير كلامي من اي مسؤول حكومي يعبر عن أحاسيسنا سيكون محض تقييد لمساحة تلك الاحاسيس لندخله في قالب تم اعداده مسبقاً ، وسلفاً الا وهو قالب الكلمات والوعودات في عالم الانفعالات والمهدئات ، وما نلمسه على ارض الواقع من فعل وعمل وانجاز .
حيث تعترينا هواجس واحاسيس تصيبنا في اعماقنا لا ندرك كنهها ولا نستطيع احياناً السيطرة عليها او حصرها في قوالب صغيرة ، فهناك المنطق وهناك السببية وهناك التحليل والتقييم للمركبات اللغوية من اجل البحث عن التركيبة العملية التي تجعل المقطوعة اكثر فرحاً من ان تكون اكثر حزناً ، ولا شك ان اللغة والطروحات والكلمات التي تصدر من اي مسؤول هي وسيلة ناجحة لفهم كثير من الامور واننا نرفعها من مستوى اللاشعور الى مستوى الشعور .
لكن هناك من سيحصر قيمتها الوجودية بالعقل والعمل والاتجار وترجمتها الى واقع عملي لازالة اي غموض واننا على علم ان الظروف في كثير من الاحيانتتآمر على الانجازات ، واننا نتطلع الى ان نستيقظ يوماً ناسين كل ما قد مضى ومتصالحين مع كل الذي لم يمض ، ونكون اشخاصاً جديدين نشعر بقيمة انفسنا مدركين للحقيقة ، فليس هناك شيء ثابت لان الحياة كلها مجرد عدة اشياء قابلة للتغيير وان الحياة مجموعة من التحولات ، وانه في النهاية سيصبح كل شيء على ما يرام .
ومن منا لا يحلم لكن علينا ان نعرف كيف نصحو من احلامنا ، وستبقى احلامنا كأجنحة فراشة يغريها النور حيناً ويغتالها احياناً ، ان لم نكن بدرجة الوعي والادراك لما يحاك ويدور من حولنا .
لذلك هناك تشاركية بالعمل بين كافة الجهات المعنية الحكومية والقطاع المجتمعي والقطاع الخاص ، من اجل التعاون في ترجمة الطروحات الى افعال وانجازات ، ويجب ان لا يكون هناك عزل بين كلاهما .
فالوطن واحد والتشاركية اساس النجاح واساس النهضة ، ولا يجوز ان نعزل المنظمات الغير حكومية نقابات وجمعيات واحزاب معتمدة وغيرها عن العمل الحكومي وفق الاختصاصات ، لانه بالمحصلة عمل يهم الوطن والمواطن والمسؤولية مشتركة وشمولية ، فالامن والامان والاستقرار مسؤولية الجميع ، والنقد والتقييم بغية الصالح العام يجب ان يكون مطلباً عاماً وليس خاصاً ، ومحاربة الفساد والفاسدين مطلباً وطنياً وليس شعبوياً .
Nayelmajali11@hotmail.com