زاوية سناء فارس شرعان
المرأةاللبنانية اضطلعت بدور كبير في اندلاع الثورة الشعبية هذا الايقاع السياسي ادا لطبقة سياسية كما يسمونها في لبنان وكانت بحق «ملهمة الثورة»وروحها الوثابة ودمها المتدفق في شرايين النساء والرجال والشباب والشابات بحيث يمكن تشبيهها بالمرأة الفرنسية التي جعلت من الثورة الفرنسية اهم وانجح ثورة شعبية في التاريخ بعد ان فعلت النساء ما عجز عنه الرجال حيث اقتحت سجن «الباستيل»الذي كان يقبع فيه الثوار وطالبوا بالحرية ومقاومة الظلم …
علاوة على ذلك كانت نساء لبنان وبناته صوت الثورة المدوي من الشمال الى الجنوب ومن الشرق الى الغرب وقد تطبق ايام الثورة في الشوارع والساحات العامة في بيروت وطرابلس وصيدا وبعلبك وغيرها من المدن والقرى اللبنانية حتى مناطق الجنوب التي يقطنها شيعة لبنان المناوءون للثورة من خلال موقف كل من حزب الله وحركة امل الشيعيتين المواليتين لايران ولولاية الفقيه ضد الشرعية العربية والمصالح العربية … ولعل اهم الانشطة المؤيدة للثورة التي كانت بها نساء الجنوب مسيرة «صرخة نساء الجنوب» التي اندلعت في الجنوب اللبناني خاصة المحافظات الداعمة للثورة والتي ضمن مئات بل الاف النساء من الجنوب رغم الطابع المحافظ الذي يمتاز به الجنوب اللبناني..
هذه المسيرة اثارت حفيظة وغضب مؤيدي ايران وولاية الفقيه الذين استنكروا موقف المرأة اللبنانية واتهامها بالتمرد والانطلاق وتجاوز العادات والتقاليد والعرف لان المرأة بالنسبة لرأي التيار المحافظ مكانه البيت وليست الشارع وتحديدا المطبخ وليس الخروج الى الشارع واتباع المنهاج السياسي التي تطبقها الاحزاب وليس الهتاف ضد الحكومة او بعض السياسيين والتيارات الفكرية والسياسية والحزبية … فما كان من ائمة الشيعة ومشايخهم الا التصدي للمرأة اللبنانية واتهامها بالخروج على العرف والتقاليد واضاعة الوقت بالشارع والهتاف ضد الاقطاع السياسي والسياسيين الذين يحتكرون العمل السياسي منذ الاستقلال الذي احتفل اللبنانيون بذكراه الـ ٧٦ قبل ايام.
احد رجال الدين من الشيعة من اتباع حزب الله شن حملة شعواء على نساء لبنان وبناته لانخراطهنفي صفوف الثورة وقضاء ساعات طويلة من الليل والنهار في الساحات والميادين الرئيسية في بيروت وطرابلس وجونية وبعبلبك ومختلف مدن وقرى لبنان وذلك عبر اجهزة الاعلام والاذاعة والتلفزيون للحد من قدر المرأة اللبنانية وتشويه صورتها الناصعة المشرقة التي تفيض املا وتفاؤلا بمستقبل مشرق واظهار ناشطي الثورة اللبنانية بمظاهر العبث التسكع رغم ان نساء لبنان اظهرت من الحصانة والوعي والنظام والانتماء للوطن الشيء الكثير الذي يليق بصورة لبنان في الداخل والخارج ويتناسب بما حققه رغم ان سيطرة الاقطاع السياسي على مقدرات هذا البلد قد عمقته مديونية مقدارها ١٠٠ مليار دولار وجعله عاجزا عن الوفاء بالتزاماته الدولية وكذلك عاجزا عن توفير المتطلبات المعيشية الرئيسية لابناء شعبه بحيث بات اللبنانيون يشكون من الفقر وتدني مستوى المعيشة وازدياد نسبة البطالة بسبب عدم قدرته على اعادة نحو مليون ونصف المليون من اللاجئين السوريين الذين يعيشون على اراضيه ويزاحمون ابناء شعبه في العمل واستهلاك المزيد من المياه والكهرباء..
المرأة اللبنانية تعتبر بحق ايقونة الثورات العربية على الاطلاق ويحاجون للحرية المطلقة وتوفير العيش الكريم للبنان وابنائه للتخلص من اوضاعه الحالية المتمثلة بالفقر والبطالة والفساد المالي والاداري … !!!