الغزو التركي والرفض الدولي … !!!

نبض البلد -

زاوية سناء فارس شرعان

 

 

منذ بدء الغزو التركي لشمال سوريا للقضاء على آمال الاكراد باقامة دولة مستعجله او حكم ذاتي على غرار اقليم كردستان في شمال العراق والرفض الدولي يتزايد لهذا الغزو فيما تزداد المطالبة بوقف الغزو وانسحاب القوات التركية من الاراضي التي احتلتها بعض الدول الاوروبية الاوروبية اوقفت شحنات الاسلحة لتركيا وخاصة الاسلحة التي يمكن استعمالها في شمال سوريا..

بعد نحو اسبوع من التدخل التركي في الشمال السوري ظهرت تطورات ومفاوضات عديدة على على المشهد السياسي الاقليمي والدولي بحيث يمكن النظر في الوضع السوري في ضوء التدخل التركي بين الحين والآخر.

اول هذه التطورات والمفاجآت تتمثل بالموقف الامريكي الدائم من العملية التركية في سوريا فحينما يظهر الموقف الامريكي مؤيدا للعملية العسكرية واحيانا اخرى بمظهر الرافض لهذا الغزو فيما تكشف الاراء يوما بعد يوم ان العملية التركية تحظى بتأييد امريكي ام تم الاتفاق بموجبه حتى يأخذ المنطقة التي يشملها الغزو وحدودها كما ذكر على لسان الرئيس التركي اردوغان ان العملية تتضمن تمدد القوات التركية بمسافة بين ٦٠ - ٣٥ كيلو مترا بدليل ذلك ان القوات الامريكية انسحبت من المناطق الحدودية لتلافي صدام مع القوات التركية ..

ان اهم ما يتضمنه هذا التطور المفاجئ اعلن البنتاغون ان امريكا ستسحب ايضا الجنود الامريكيين من المناطق المستهدفة تركيا مع بقاء ما لا يزيد عن ٥٠ جنديا فقط في المنطقة المستهدفة الامر الذي فسره المراقبون ببداية الانسحاب الامريكي الكامل الذي اعلنت عنه وزارة الدفاع الامريكية.

من التطورات البارزة حول القرار التركي اتفاق الدول الاوروبية الكبرى مثل بريطانيا وفرنسا والمانيا على ادانة العملية التركية وادانتها والعمل على ايقافها بما في ذلك وقف شحن الاسلحة الى تركيا وهو ما اعلنه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون والمستشارة الالمانية انغيلا ميركل في باريس السبت الماضي مع التأكيد على ضرورة وقف تركيا لعملياتها العسكرية في شمال سوريا في الوقت الذي تؤكد فيه تركيا ان الاجراءات الاوروبية لن تدفع تركيا الى وقف هجومها باي حال من الاحوال وان هناك اصرارا على تدخل تركيا في الشمال السوري لتأمين الحدود التركية والقضاء على التنظيمات الارهابية الكردية التي لا يقل خطرها عن خطر داعش ولعل ابرز المفاجآت في الشمال السوري يتمثل باتفاق كردي مع النظام عن طريق روسيا بمواجهة قواته على الحدود التركية فورا بتنفيذ هذا الاتفاق خاصة في منطقتي منبج وعين العرب كوباني الامر الذي عزز آمال النظام السوري باستعادة الاراضي التي احتلتها تركيا خلال الثورة الشعبية ضد النظام رغم رفض الاكراد الانضواء تحت سيادة النظام واشتراطهم لقبول النظام بالادارة الذاتية..

الاتفاقبين الاكراد والنظام من خلال روسيا على عودة قواته الى الحدود التركية السورية اثار الكثير من التحليلات والتكهنات حول اتفاق اتفاق امريكي روسي يمهد الطريق لانسحاب القوات الامريكية وعودتها الى بلادها واتخاذ الترتيبات اللازمة لتحقيق هذا الهدف علما بان القوات الامريكية تعرقل هذه القوات الروسية وقوات النظام الى منطقة منبج حتى تتأكد من المشهد السياسي في شمال سوريا سيما وان امريكا وروسيا والنظام والدولة التركية توافق على عودة شمال شرق سوريا لسيادة النظام.

وحتى تتوضح الصورة النهائية للمشهد في شمال شرق سوريا فان تركيا ماضية في عمليتها العسكرية في الشمال السوري بانتظار مواقف جديدة من امريكا وروسيا ودول اوروبية فاعلة … !!!