المقداد يدعو الأكراد للعودة للوطن ومحادثات محتملة مع دمشق وموسكو
- وكالات
يبدو ان بعض القوى الكردية السورية لم تتعلّم من تجربة "اكراد العراق" مع الولايات المتحدة وخذلانها لهم، كما انها لم تستفد من درس "عفرين" القريب في ريف حلب الشمالي بداية العام الماضي.
في ذلك الوقت ، لم تنفع "قسد" والقوى المنضوية معها بيانات الدعم من عواصم غربية، ولا وعود القوات الأميركية التي كانت تنتشر شرق نهر الفرات، حيث شنت تركيا عمليتها، وسرعان ما سقطت مدينة عفرين ومحيطها، وانسحب المقاتلون الأكراد منها نحو منطقة منبج وشرق الفرات.
في نهاية الهجوم، تردّد أن القوات التركية وفصائل ما يسمى بـ"الجيش الحر" ستدخل مدينة تل رفعت شرق عفرين، في إطار عملية "غصن الزيتون". لكن في ذلك اليوم، كان كافياً أن تتوجه بضع آليات، على متنها عسكريون سوريون يرفعون علم الدولة السورية نحو المدينة المهدّدة بدخول الأتراك، ليتوقّف الهجوم.
من جديد، يقع "الاكراد" في شر اعمالهم بتحالفهم مع واشنطن، حيث سحبت الولايات المتحدة الغطاء عن حلفائها، لو جزئياً، كما سحبت قواتها من الشريط الحدودي، بعد ساعات من منح الرئيس دونالد ترامب نظيره التركي رجب طيب إردوغان الضوء الأخضر لشن هجوم لطالما لوّح به ضد المقاتلين الأكراد، بعدما ساهمت في تدمير تحصينات "قسد" فيه ضمن تطبيق ما يسمى بـ"المنطقة الآمنة". وتركت الأكراد مجدداً لمصيرهم، والذي بقياس موازين القوّة لن يتمكنوا من فعل شيء أمام المهاجمين الاتراك وحلفائهم، ليغادروا أرضهم السورية مرة أخرى.
بداية الهجوم التركي امس كانت باستهداف طائرات تركية مقراً للوحدات الكردية في قرية خامدة بالحسكة، كما أطلقت المدفعية رشقات باتجاه ناحية الشيوخ. ودخلت 25 آلية ومدرعات وآليات ثقيلة من معبر قرقميش التركي.
وأعلنت تركيا استكمال استعدادتها لشن عملية عسكرية في شمال شرق سوريا، فيما أعلنت قوات سوريا الديمقراطية استعدادها للرد على أي هجوم تركي على الأراضي السورية.
بدورها، قالت طهران انها تتابع عن كثب وبقلق الأنباء التي تتحدث عن دخول القوات التركية إلى الأراضي السورية،معربة عن معارضتها لأي عمليات عسكرية تركية محتملة شرق الفرات.
دمشق، اكدت من جانبها، أن "المفاوضات مقطوعة نهائياً منذ عام بسب تعنّت المسؤولين الأكراد، وإصرارهم على الحصول على حكم ذاتي، وهو ما استمرت دمشق في رفضه. واضافت في اليومين الأخيرين، جرى أكثر من اتصال من القوى الكردية بالحكومة، لكنها "تتريث في اتخاذ أي قرار، لأنها تريد تلمّس تحوّل حقيقي في مواقف ومقاربة الأكراد للقضايا كافة".
وفي أول تعليق رسمي سوري، دعت دمشق الأكراد للعودة إلى الوطن، وقال نائب وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد "ننصح من ضلّ الطريق أن يعود إلى الوطن لأن الوطن هو مصيره النهائي".
وقال "كل من لا يخلص للوطن ويبيعه بأرخص الأثمان سيجد أنه سيرمى به خارج التاريخ، حذرنا مرات وقلنا إن من يرتمي بأحضان الأجنبي فسيرميه الأجنبي بقرف بعيداً عنه وهذا ما حصل". مؤكداً عزم بلاده استعادة كامل أراضيها. واضاف "سندافع عن كل الأراضي السورية ولن نقبل بأي احتلال لأي أرض أو ذرة تراب سورية، لكن على الآخرين ألا يلقوا بأنفسهم إلى التهلكة".
وقال بدران جيا كرد، وهو مسؤول في قوات سوريا الديمقراطية، إن السلطات التي يقودها الأكراد قد تفتح محادثات مع دمشق وروسيا لملء فراغ أمني في حالة الانسحاب الكامل للقوات الأمريكية من منطقة الحدود التركية.