- وكالات
يواصل الاسير طارق قعدان من بلدة عرابة جنوب جنين إضرابه المفتوح عن الطعام، لنحو سبعين يوما من الصمود والتحدي، ليضاف إلى سجله الطويل في الإضرابات المفتوحة الفردية والجماعية ومسيرة اعتقاله الممتدة.
ويصر قعدان على وقف مسلسل الاعتقال الإداري، الذي ما إن يلتقط أنفاسه من الخروج منه حتى يعود إليه، وباتت أسرته بعد كل اعتقال له تتساءل هل سيتحول إلى قضية بحكم محدد معلوم أم اعتقال إداري لا يعرف نهايته.
منذ أكثر من عقدين وقعدان مواليد (1972) لا يعيش حالة استقرار اجتماعي، فيما ابنه خالد وبناته الثلاث محرومون بشكل مستمر من رعاية الأب، سيما وأن خالد يحتاج لرعاية صحية وعلاج، ما يجعل الحمل ثقيلا على العائلة التي لا تعرف سوى التنقل على عتبات السجون.
تقول شقيقة طارق الأسيرة المحررة منى، الإضراب الأخير مقلق للغاية، سيما في الثلث الأخير منه، والذي شهد تراجعا كبيرا في حالته الصحية. وتؤكد أنه لم يعد قادرًا على الحركة نهائيا، وأصبح يعاني من وضع صحي صعب تفاقم بعد تعرضه مؤخرا لوعكة صحية إثر سقوطه على الأرض وكسر رجله اليمنى.
وتضيف أنه يعاني من أوجاع شديدة في المعدة جعلته يتقيأ عدة مرات، ولا يستطيع النوم ويعاني من ضعف في البصر وصداع شديد، منوهة إلى أنه كان يتعالج خلال فترة خروجه من السجن، ويعاني من ضغط الدم والسكري وآلام في الظهر والمعدة وغيرها، ولم يتسن له متابعة علاجه. وتحذر من أن شقيقها وصل لمرحلة الخطورة في إضرابه المفتوح، يتزامن ذلك مع حراك مناصرة ضعيف ومؤسف.
وتواصل منى التي خبرت السجون حراكا مناصرا يوميا، متنقلة بين البلدات والمدن ومن اعتصام لاعتصام، في محاولة لإثارة قضيته وتنبيه المجتمع والمؤسسات والأطر، لخطورة الاستفراد الذي يتم بالأسرى، مع ما يرافق ذلك من مرارة التجاهل وعدم التجاوب الكافي مع ملف حساس وهو الأسرى.
ويعتبر قعدان قياديا في حركة الجهاد الإسلامي، وسبق وان خاض إضرابا مفتوحا قبل سنوات احتجاجا على اعتقاله الإداري.
ويؤكد القيادي في "الجهاد" خضر عدنان أن قعدان صلب ولا يستسلم وبالتالي لا سيناريو آخر سوى أن ينتصر على السجان.محذرا من حالة الضعف التي تنتاب الشارع والمؤسسات في التفاعل مع قضية الأسرى، منبها إلى أن هذه رسائل خطيرة تترجم من قبل الاحتلال بأشكال مختلفة من الضغط على الأسرى.
وبلغ مجموع اعتقالات قعدان (18) قضى خلالها أكثر من 13 عاما متنقلا بين السجون في حالة ممنهجة من التغييب المستمر عن المجتمع.وتعاني أسرته من حالة مستمرة من الرفض الأمني لإصدار تصاريح لها لزيارته، ما يخضعهم لمعاناة مركبة.