- وكالات
وكأن عائلة الشهيد الفلسطيني أشرف نعالوة لم تكتفِ مما لاقته من معاناة وإجراءات عقاب جماعي خلال فترة مطاردته أو عقب استشهاده وشملت اعتقال أفراد الأسرة وهدم منزلها، حتى تبتكر سلطات الاحتلال إجراءات جديدة من التنكيل، لتبقي تعيش في دوامة العقاب الدائم.
في (18-9-2019) وبينما كان الأسير أمجد نعالوة شقيق الشهيد يستعد للإفراج عنه بعد قضاء محكوميته البالغة سنة فوجئ بقرار "محكمة الاستئناف العسكرية" بمضاعفة حكمه ليقضي سنة أخرى دون أي مبرر.
وجاء الحكم الجديد، استجابة لالتماس ذوي عائلات القتلى في عملية "بركان" التي نفذها الشهيد، وصدر بناء على ضغوط منهم على النيابة العامة العسكرية وليس نتيجة لبنود تقتضي المحاكمة وهو ما يفسر على أنه إجراء انتقامي وليس قانوني. وتتلخص التهمة الوحيدة الموجهة لأمجد أنه أزال تسجيلات كاميرات المراقبة في منزلهم قبل اقتحامه من قبل الاحتلال، واعتبرت النيابة العامة للاحتلال ما فعله "جريمة".
وبحسب غسان مهداوي خال الأسير أمجد، فإن المحكمة لم تكتف بمضاعفة الحكم بل قررت تغريمه مبلغ يعادل 20 ألف دولار، معتبرًا ذلك إجراءً انتقاميا. وأكد أن ما يجري مع العائلة هو استمرار لمسلسل الانتقام الذي لم ينته بعد، مشيرا إلى أن شقيقته وفاء نعالوة والدة الشهيد ما زالت معتقلة دون محاكمة وسط رفض كل طلبات الالتماس التي قدمت من أجل الإفراج عنها.
ولئن كان أمجد لكونه شابا أقدر على تحمل تبعات الاعتقال، فإن والدته تعاني وضعا أصعب بكثير، فهي ما زالت محتجزة منذ (17-10-2018) رغم معاناتها من أمراض عديدة، بتهمة غريبة وهي "عدم منع ابنها من تنفيذ عملية".
وكانت سلطات الاحتلال هدمت منزل العائلة في (17-12-2018) في حين تعرضت شقيقات ووالد أشرف لاعتقالات متفاوتة حينها.
ويرى علي أبو شيخة، أن ما يجري لعائلة نعالوة من إمعان في التنكيل والعقاب الجماعي هدفه إيصال رسالة لكل بيت فلسطيني أن هذا هو مصير العائلات التي يخرج منها مقاومون، مؤكداً أن هذه سياسات فاشلة.
ويشير مواطنون إلى أن اعتقالات عديدة طالت متضامنين ومتعاطفين مع العائلة خلال عملية هدم المنزل وما سبقه وتلاه من حالة تضامن عدد منهم ما زال رهن الاعتقال.
ونفذ الشهيد أشرف نعالوة في (7-10-2018) عملية إطلاق نار في مستوطنة "بركان" الصناعية قرب سلفيت، أدت لمقتل مستوطنين وإصابة ثالث بجراح خطيرة؛ قبل أن ينسحب من المكان. واستمرت مطاردته شهرين قبل اغتياله في 13 كانون أول 2018 خلال عملية عسكرية خاصة في مخيم عسكر شرقي نابلس.