د. أيّوب أبو ديّة
رافقت تقاطع السابع منذ زمن وشعرت بمدى سعادة الناس وارتياحهم للتغييرات هناك ولم يتسنّ لي ثناء الأمانة على ذلك آنذاك، ربما لأنني لم أكن راضياً تماماً عن تعديلات تقاطع الثامن، ولكن ما جرى للدوار الخامس من حيث كفاءَة حركة السير وسرعة الانجاز تستحق الثناء. وهذا ليس رأيي فقط بل رأي جميع سائقي التاكسيات الذين اتنقل معهم، وجميع أصدقائي يعلمون انني لا استخدم مركبتي الخاصة إلا للطوارئ بحكم قناعتي بأننا كأشخاص يمكننا المساهمة في حل الأزمة ولو قليلاً.
عوفيتم أيها الشباب في أمانة عمان الكبرى، ومن حقق هذا الانجاز يجب أن يكافأ عليه. وطالما هناك قدرة على التحسين والتطوير ورفع الكفاءَة، فنحن نأمل أن تنداح هذه الحلول إلى المواقع التي ستنتقل إليها الأزمة، علماً بأنني من أصحاب الدعوة إلى الحلول البسيطة وفقاً لمبدأ أوكام Occam razor العلمي الذي ينادي باختيار أبسط الطرق للحل. وأتمنى على الأمانة الآن السعي لضبط توقيت تناغم حركة الإشارات الضوئية على التقاطعات المتجاورة. فمثلاً لا يعقل أن تقطع حركة إشارة روضة وهبي تماري وتتوقف عند إشارة الحدائق، وما أن تفتح بعد دقيقتين إلى ثلاث دقائق توقفها إشارة بداية شارع مكة المكرمة!
أذكر في إحدى تجولاتي في كندا عندما كان ابني يدرس هناك أن وصلنا ليلاً إلى مدينة مونتريال من جهة العاصمة تورونتو وكان علينا أن نقطع شارعا رئيسيا طويلا، ربما طوله عشرة كيلومترات، كي نصل إلى منطقة سكناه، صدقوني أنه ما إن فتحت أول إشارة لم تصادفنا إشارة واحدة حمراء طول الطريق.
طبعاً قانون الحركة: المسافة= السرعة × الزمن تخضع له الحالات جميعها في كندا والأردن سواء بسواء، ولكن كان واضحاً أن الإشارات تم توقيت حركتها بحيث تضبط الوقت. ولا شك أن انتظام السرعة هنا مهم لأن المسافة ثابتة، ولكن حساب معدل السرعة من شأنه أن يجعل براعة توقيت فتح الإشارات أن تنساب حركة السير انسياباً سلساً مع ضبط السرعة.
ملاحظة ثانية ضرورية لتأمين حركة انسيابية ثابتة ومستدامة من غرفة تجارة عمّان – البنك العربي عبوراً بإشارة وهبة تماري ثم خرائب حدائق وادي صقرة المندثرة ثم إشارة بداية شارع مكة مروراً بنفق الخامس إلى عمارة الملكية الشفافة المائلة فكل ما نحتاجه هو منع إعاقة الحركة عند التقاطعات التي يغلقها السائقون المستهترون عند الازدحام. الحل هو تخطيط "منطقة القتل" عند التقاطع ووضع كاميرا تلتقط صورة أي مركبة عالقة في المربع المخطط ومعاقبتها عقاباً صارماً. صدقوني أن هكذا حلول إدارية تذكرنا بمقولة أحد رؤساء الوزراء، وأنا لا أذكر أسماء هنا لأنني لم أطبل أو أزمر لمسؤول منذ شرعت في الكتابة بالصحف عام 1980.
بناءً على ما سلف أتمنى أن تتم إدارة مناطق التطوير بشمولية واعتقد أن الفريق الذي تمكن من تحسين الوضع حول الدوار السابع وحول الدوار الخامس يستطيع أن ينظم الإشارات على طول تلك المنطقة ويزيد من كفاءَة الحركة وعند ذاك سوف نقوم نحن في المجمعيات البيئية بتكريمهم أيضاً. ولكننا لا نكتفي بذلك الإنجاز وحسب بل نأمل من الأمانة أن توظف جيشاً من العاطلين عن العمل بوظيفة مراقب سير مدني Traffic Wardens لمخالفة المركبات التي تقف بعشوائية وتصطف بصورة مزدوجة وتحمل الركاب وسط الشارع وتبيع الخضروات كيفما اتفق وتشتري الخردة باستخدام مكبرات الصوت. معقول يا جماعة الخير ما زلنا نستخدم الموسيقى والطرق على اسطوانات الغاز الموضوعة على بسطات متنقلة لبيع اسطوانات الغاز بمبكرات الصوت في عصر بات الطفل من أبنائنا يحمل هاتفاً خلوياً؟