نايل هاشم المجالي
عندما تستعصي الازمات في دولة ما لأي سبب كان وتزحف اليها الفتن وتطل برأسها ويهوج ويموج المجتمع في غالبية فئاته بين هذا وذاك ، وعندما تسد غالبية الدروب ، كان ولا بد ان يبرز دور العقلاء والوطنيين ورجالات المجتمع للنهي والابصار من اجل مصلحة الوطن ، ولادارة شؤون العباد والبلاد وهذا لا يتم برجال مستكينين او من أقعدهم الهرم وشلّهم الكسل ، والحلول لا تكون عند رجال السوء وطلابين الجاه والدنيا ، بل يتم حل الازمات برجال عقلاء اتقياء ورجال أخيار ذوي شأن واصحاب قرار يلتف حولهم ابناء المجتمع لأنهم اوفياء فحينما ينكفئ المخلصون على انفسهم واخذ كل واحد منهم يقول ( وأنا مالي ) ، وترك الامر للآخرين مؤثراً مصالحه ومنافعه على كل شيء ، فهنا يكون قد استحكم الداء وهي علة العلل التي تزيد من الخلل وهو الخلل الطاريء والذي يؤثر على شؤون الرعية .
ويصبح الضياع يناشد الصادقين من ابناء الامة بكل اطيافها لاصلاح ما فسد ، وبناء ما تهدم ليتدارسوا في ندواتهم ونواديهم وسهراتهم على السبل الكفيلة والطرق الناجحة لتجاوز المرحلة ، وانقاذ مصالحهم وعبور الجسور الى بر الامان .
فمن اين وكيف نبدأ ، لذلك فإنه عندما تستعصي الازمة لا يعني ذلك اننا افتقدنا سبل الحل ، بل هذا يشير الى انها بلغت ذروتها والحل إما ان يكون بالانفجار غير المضمون عواقبه ، او ان يأتي في سياق ادراك كافة الاطياف والاطراف الى انهم يجب ان يصلوا الى حلول وسطية ، حيث التعاطي بكل مرونة مع الازمة لتجاوزها .
والا فان كافة الاطراف ذاهبة الى نار المرجل لا محالة بعيداً عن الانقسامات واحداث اي خلل مجتمعي يؤثر على اي قطاع من القطاعات ويولد تفاعلات ليست بالحسبان .
Nayelmajali11@hotmail.com