الإعلان عن انخفاض الجريمة وانتشار واسع للمخدرات

نبض البلد -

فايز شبيكات الدعجه

اعلن مدير الامن العام اللواء فاضل الحمود ان عدد الجرائم التي وقعت في المملكة العام الماضي 2018م بلغ 24654جريمة. أظن ان هذا الرقم الشفاف يشمل جرائم المخدرات البالغة 18400جريمة حسب ما صرح به لاحقا مدير إدارة مكافحة المخدرات العميد أنور الطراونة وافاض في الحديث عنه لصحيفة الدستور الأسبوع الماضي ، قاطعا بذلك سيل الاستفسارات عن النتيجة الأخيرة لجهود المكافحة ،اذ لا يمكن اسقاط هذه الجناية الكبيرة من مجمل الحسابات الجنائية النهائية عند وضع الناس بحقيقة الوضع الأمني السائد، فليس من طبع اللواء الحمود الا المصداقية والشفافية والوضوح، وهي تخلو (الحسابات الجنائية )بكل تأكيد من أي شكل من اشكال التلاعب بالأرقام او تزوير الحقائق واخفائها وكنا ننصت له واثقين وهو يتلو علينا تلك الحقيقة المؤسفة في الاجتماع الذي عقده وزير الداخلية سلامة حماد في مقر الوزارة قبل حوالي اسبوعين .

مجموع الجرائم بشتى انواعها ضئيل اذن ،وبحدود ستة الاف جريمة فقط والباقي مخدرات، وهذا ما قذف في قلوبنا الرعب ،وطغى على الرقم العام لحجم الجريمة ،ونحن بانتظار ان يكشف لنا الباشا عن الوسائل التي تم اتباعها وادت الى هذا الانخفاض الأسطوري لمنسوب الجرائم ، بيد ان العجيب في المسألة هو ذلك الانكار الدائب للمشكلة ،والتعلق الشديد بمقولة ان الأردن ممر وليس مستقرا للمخدرات التي تبدا وتنتهي بها كل البيانات الرسمية ، في الوقت الذي تجاوز فيه مد المخدرات الخطوط الحمراء وتطورت الى لغم على وشك ان يحول المجتمع الأردني الى شظايا ،ونحن الان في اللحظات السابقة على لحظة الانفجار ، خاصة اذا ما ادركنا ان العميد الطراونه كان يتحدث عن الحالات المكتشفة والجزء البسيط الظاهر منها فقط .

جريمة المخدرات من الجرائم غير المبلغ عنها في اغلب الاحيان ، وتمارس بالخفاء برضى الجناة واتفاقهم ، بدءا بالمهرب وانتهاء بالمتعاطي ،ما يعني ان المخفي اعظم ، وان الرقم الفعلي لهذه الجريمة النكراء على ارض الواقع اضعاف مضاعفة وهنا تكمن الخطورة وبيت الداء.

يخشى ان يصبح الأردن قريبا جدا كولومبيا الشرق . فمن حدودنا الشمالية المحروسة والمحكمة الاغلاق يتدفق سيل المخدرات بلا انقاع، وثمة ثغرات حيوية نشطة هناك من غير المعابر الرسمية ومراكز الحدود يشاع انها معروفة ومحددة على وجه الدقة واليقين ،لكنها محمية بغطاء علوي لم نسمع عنه الا الصمت، ويتم من خلالها عبور هذه السموم المبيدة لاستقرار المجتمع وطمأنينته وفق ترتيب محكم ودقيق يؤمن وصول المهربين لأهدافهم ببساطة ،وتلقي بضاعتهم رواجا كبيرا في صفوف المتعاطين والمدمنين.