زاوية سناء فارس شرعان
بعد ايام قليلة من التوتر بين لبنان واسرائيل بسبب الاعتداء على القوات الايرانية في سوريا والاعتداءات الاسرائيلية على الضاحية الجنوبية التي تعتبر مقرا لحزب الله في لبنان تم خلال ساعات قليلة رد مزدوج حيث رد حزب الله باستهداف معسكر اسرائيل داخل احدى المستوطنات شمال اسرائيل فيما ردت اسرائيل على عدد من القرى جنوب لبنان وانتهت العمليات العسكرية من الجانبين بمعنى ان الرد كان مزدوجا وخاطفا بمنتهى السرعة وكأن هناك اتفاق بين الجانبين.
حزب الله كان حريصا على الرد حتى لا تهبط هيبته وتسقط شعبيته سيما وانه اعتاد على الرد على العدوان الاسرائيلي دون اكتراث لقوة اسرائيلا وتفوقها العسكري على الدول العربية خاصة ان ايران كانت هي التي تطالبها بالرد واسرائيل حريصة على شن الاعتداءات على دول الجوار خاصة سوريا التي تعتبر تجمعا للقوات الايرانية وميليشياتها وكان لا بد للجانبين ان يردوا على الطرف الآخر …
فحزب الله اوفى بوعده بالرد واسرائيل في الوقت ذاته ردت على حزب الله بمهاجمة اسرائيل الا ان الرد في كلا الحالتين كان سريعا وخاطفا ولم يستمر طويلا وسريعا بانتهاء العمليات العسكرية فورا وكأن شيئا لم يكن فليس من مصلحة اي من الطرفين الاستمرار في الحرب او اطالة امدها … حزب الله كان حريصا على الرد ولكن عدم قيامه بالحرب كما ان اسرائيل حريصة على عدم اندلاع حرب وهي على ابواب الانتخابات المقرر ان تجرى يوم السبت القادم.
واشنطن دعت الى ضبط النفس وتهدئة الأمور لأن خططها المستقبلية تتمثل بخنق حزب الله ليس في تدميره او قصفه ما يسبب المزيد من الخسائر في لبنان ونفس الموقف اتخذته فرنسا في وقت التصعيد طوال فترة التوتر الذي ساد بين اسرائيل ولبنان.
ويؤكد الفرنسيون ان ايران لعبت دورا كبيرا في التهدئة والضغط على حزب الله بعدم تصعيد الموقف واقتصار الرد الاسرائيلي على عدم المضي قدما في الحرب بحيث لا تشل الاوضاع فترة طويلة … الضغط الايراني على حزب الله لعدم المضي قدما يعزى الى الضغط الفرنسي على ايران سيما وان فرنسا تقوم بدور الوسيط بين ايران والادارة الامريكية حول الملف النووي الايراني..
اما بالنسبة للكيان الصهيوني فتعرض لضغط امريكي بعدم التصعيد حتى يتم تمرير الخطة الامريكية حول تحقيق السلام في الشرق الاوسط او ما تعرف بصفته العصر لأن ضي اسرائيل في سياسة الارض المحروقة قد لا توقف الحرب وتدفع حزب الله لمواصلة القتال والقصف وضرب المواقع الاسرائيلية وضربها بالصواريخ التي تمتلئ بها بها مخازن حزب الله وقواعده في لبنان، كما ان طبيعة الرد المزدوج مكنت كلا من حزب الله واسرائيل على التحكم بقواعد الاشتباك وعدم تصعيد وسائل الحرب وادواتها الامر الذي ساهم في عدم تفجير العلاقة بين حزب الله والدولة اللبنانية بعد الازمة المحدودة التي نشبت بين الجانبين حين اعلن الحزب عزمه على الرد على العدوان الاسرائيلي وكان قرار حماية لبنان ارضا وشعبا وحدودا اقليمية يتحمله ويتخذه حزب الله وليس الحكومة اللبنانية … فالحزب اعتاد على اتخاذ قرار الحرب ومواجهة الجيش الاسرائيلي وهو الذي ارغم اسرائيل على الانسحاب من الجنوب اللبناني المحتل وهو الذي يقوم بقصف اسرائيل بالصواريخ والقيام بعمليات ضد جيش الاحتلال واسر الجنود وابرام الصفقات لمبادلة هؤلاء الجنود الاسى اعضاء الحزب المعتقلين لدى الكيان الصهيوني بعد اسرهم ..
رغم نفي اسرائيل او قتل عدد من جنودها الا ان حزب الله اكد تدمير الدبابة الاسرائيلية التي كانت ملآى بالجنود واصابة كل من كان فيها حيث تم نقلهم الى مستشفى في حيفا سريعا … اما على صعيد الحكومة اللبنانية او الدولة ممثلة برئيس الدولة او الجيش او زارة الخارجية فلم يكن لهم وجود على الاطلاق … !!!