نايل هاشم المجالي
ان العولمة من اكثر الكلمات تداولاً وانتشاراً بمفهوم حرية انتقال المعلومات وتدفق رؤوس الاموال والتكنولوجيا ودورها في التسويق والاستثمار وغيرها وكأن العالم اصبح قرية والعولمة اصبح تعميم الشيء واعطاءه صفة العالمية وتغيير الانماط والانظمة الاقتصادية والثقافية والاجتماعية وتغيير في كثير من التقاليد السائدة وازالة الفروقات الدينية لتصبح الظواهر عالمية لتقارب الشعوب وفتح باب هجرات الافراد اذن هناك هيمنة لدول العالم القوية مثل امريكا على الدول النامية الضعيفة في اقتصادها واختراقه ويجعل هذه الدول تخضع لما تريده الدول الكبرى وما يخدم مصالحها وهذا ما يخلق في كثير من الدول حالة عدم استقرار خاصة عندما يحدث تغيير في كافة الجوانب الانسانية من تطور بالافكار والقيم والعادات والسلوك لخروجها من المحيط الداخلي الى المحيط العالمي وسيطرة الثقافات العالمية على الثقافة المحلية الضعيفة خاصة بوجود العولمة الاعلامية اي سيادة قيم ومفاهيم الدول القوية عبر وسائل الاعلام وهيمنة على الاعلام المحلي لذلك نجد دعم الفضائيات الخاصة على حساب الاعلام الوطني الضعيف الذي لا يستطيع تغطية نفقاته السنوية او ينتج برامج تواكب التحضر والتطور ليبقى كما هو الحال عليه برامج تقليدية تتغنى بما هو موجود دون تطور فالفضائيات العالمية والخاصة ساهمت في نشر الذوق الغربي في الممارسة والاستهلاك والسلوك الاجتماعي ونشرت مفهوم الثقافة الواحدة والتقليل من قيمة الثقافات الاخرى على انها قديمة وبالية ولا تراعي التطور بالمفاهيم والقيم فهي تسحق الهوية الوطنية لتعيد تشكيلها بمفهوم الهوية العالمية ولتساعد في الاغتراب بين المواطن وتاريخه الوطني الموروث عن الاباء والاجداد على ان كل ما هو اجنبي هو الاكثر تقدماً وتحضراً فتقل الفوارق اي حراك حضاري برؤى جديدة لذلك فان الدول الضعيفة ( دول العالم الثالث ) عليها ان تجد ما يماثل العولمة وهو التغيير الاجباري والاولوية للقوى البشرية التي تؤمن بالعولمة واخضاعهم الى دورات وبرامج تخصصية لتغير مفاهيمهم واستقبال كل ما يتعلق بمفهوم العولمة وللتعامل معها وتجديد الافكار وتغيير الجمود الفكري الذي اصاب الكثيرين من المسؤولين والعالميين لفتح افاق التحديث والتجديد والوعي بأهمية هذه التحولات التي تجعل من التغيير والاصلاح ضرورة رئيسية في عملية الارتقاء والتطور لاستغلال الفرص مبكراً وليكون هناك استعاد شخصي وعملي لمشروع التغيير فالحكومة الالكترونية سمة اصبحت ضرورية تحتاج لمستويات مهنية تقنية معرفية فالتخلف مشروع جهلة وسكون وغير قابل للتحريك والتطور فلا مجال للخوف بل بحاجة الى ارادة وتغيير للحالة الذهنية المجتمعية للقيم والمباديء والاخلاقيات لتكون عالمية وتسمح بالحريات الفردية والجماعية والظواهر الجديدة خير برهان ودليل على هذا التغيير والدول تواجه اي سلوكيات انفعالية او عصبية اتجاهها وهي بمثابة ردات فعل وهذا تغيير مخيف لكل متدين وملتزم بالقيم والمباديء والاخلاقيات المتعارف عليها والتي شرعها الدين وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم فيصبح لكل مفرد محوره الذي يقتنع به وهناك من يحميه فستجد انحرافات سلوكية تحتاج الى استعداد نفسي لها لتقبلها فالاتفاقيات التي وقعت عليها جميع الدول العربية تقر وتشرع ذلك فلا بد لهذه المجتمعات من ان تتعامل بشكل متوازن وموزون مع هذه المتغيرات والمتحولات المفروضة والسريعة لتحافظ من خلال ابنائها والمنظمات الغير حكومية لبناء منظومة حماية اجتماعية للقيم والاخلاق والسلوكيات التي اقرها الدين وسنة النبي صلى الله عليه وسلم للقيم نحو الافضل بعقلانية لتواجه التحولات المجتمعية السلبية فهي تواجه بناء الانسان الصالح بقيمه الاخلاقية العليا وليس بالقيم العالمية السلبية الشذوذ الفكري والانحراف اللا أخلاقي فالعولمة يجب ان يقابلها تغيير لاخذ ما هو صالح ونبذ ما هو سلبي ومشين .
Nayelmajali11@hotmail.com