د. عصام الغزاوي.
استكمالاً لحلقات النيل من طهر مجتمعنا، لم يخجل بعض السفلة مساء امس من اقامة حفل لممارسة الفجور والشذوذ بالقرب من المكان الذي خسف الله فيه قوم لوط، وبجوار بقايا معذبيه دون دول العالم ..
في بلد محافظ كالأردن سكانه متدينون ومحافظون، كانت المجاهرة بالمثلية الجنسية أو مجرد الحديث عنها يُعتبر من المحرمات. ويُتهم المدافعين عنها بأنهم أشخاص يسعون إلى إفساد البلاد والاعتداء على قيم المجتمع الراسخة.
المثلية في الاردن ليست طارئة لكنها تجلت كظاهرة علنية في السنوات الاخيرة وتحديداً في آذار 2009 عندما تقدم ثلاثة شبان في العشرين من عمرهم إلى مديرية تنمية عمان الغربية، بطلب إنشاء جمعية متخصصة بالدفاع عن حقوق المثليين، وقد مر الخبر في حينه على وسائل الإعلام وعلى المواطنين مرور الكرام، وفي السادس عشر من ايار عام 2015 قامت السفيرة الامريكية أليس ويلز برعاية اجتماع لنشطاء اردنيين يدافعون عن حقوق المثليين في الأردن بصورة علنية بهدف خلق مستقبل أكثر أمانا لهم، بعدها أعلن مؤسس ومحرّر مجلة مختصّة بحقوق وقضايا المثليين والمتحولين جنسياً، عن اصدار عدد جديد من المجلة باللغة العربية، تناول فيه معاناة المثليين ومعاداتهم في الاردن.
في السنوات الاخيرة اصبح كثيرون يلحظون تواجدهم في اماكن مختلفه وحيويه في عمان، حيث اقاموا حفلات مجون وشذوذ في اماكن خاصة بهم، لا بل وصلت الجرأة بشابين شاذين دعوة عدد من اصدقائهما والمقربين منهم لحضور حفل زفافهما ..
للاسف لا يسعف الإطار القانوني القضاة ولا الحكام الاداريين عندما يتعلق الأمر بمواجهة نشاطات المثليين، ولا يملكون الصلاحية التي تؤهلهم لتوقيفهم ومحاكمتهم على تصرفاتهم الفردية، حيث لم يرد نص يجرم هذه الأنشطة بحسب القانون الأردني، لكن بعيداً عن القانون نحن في الأردن يجب أن نكون أكثر الناس حذراً من الشذوذ وانتشاره في بلدنا، فنحن البلد الوحيد في العالم الذي عرف العقوبة الربانية لجريمة الشذوذ، حين أهلك الله عز وجل قوم لوط بسبب إصرارهم على رفض التوبة من هذا الانحراف المخالف للطبيعة البشرية والفطرة الإنسانية.
انها مسؤولية الجميع حماية أمنهم وإيمانهم، والتعامل بحزم وقوة مع دعاة الشذوذ والرذيلة الذين يريدون زعزعة منظومة أخلاقنا وقيمنا الأصيلة، وأن ينشروا العهر والفساد في أردن الطهر والكرامة.