اختار الفنان المصري ياسر جلال قضايا مهمة ليقدمها بأعماله، خاصة التلفزيونية منذ انطلاقته في عالم البطولة المطلقة.. ويرفض تقديم أي عمل لا يحتوي على هدف ورسالة واضحة للجمهور وفق تعبيره.. وفي أحدث أعماله "لمس أكتاف" تصدى لمشكلة المخدرات وتعرض الشباب لمصير مظلم بسببها، وفي حوار خاص مع "العربية.نت" تحدث ياسر جلال عن أهدافه الفنية وموقفه من السينما ومشاريعه الجديدة.
للأسف كل يوم عالم المخدرات به الجديد والمدمر وكل يوم هناك تأثير متزايد لأزمة المخدرات خاصة على صغار السن والشباب وهذا ما حمسني لاختيار قضية المخدرات في أحدث أعمالي، كما أردت توجيه رسالة مهمة مجتمعية وأخلاقية للشباب وللناس جميعا وهي ضرورة التمسك بمبادئك مهما كانت الظروف
وأعتقد أن دور الفن هو التصحيح والتعديل والتوجيه بشكل راق وليس المهاجمة وعدم جعل الناس تشعر بالإيذاء النفسي فيزيد مستوى المشكلة.
بالتأكيد يعرض علي الكثير من القضايا لكن في النهاية أنتقي الأنسب والأكثر إيجابية في التقديم الدرامي وأعتقد أنه ليس كل شيء يمكن تقديمه على الشاشة فهناك موضوعات تؤذي المشاهد نفسيا وهذا ما أرفضه تماما وطالما لا يقدم العمل حلا وطرقا للمعالجة لا قيمة من تقديمه سوى زيادة الأزمة ولفت الانتباه للنقاط السوداء بالمجتمع.
ما سبب حرصك في كل أعمالك على وجود الكثير من النجوم في أدوار متوازية معك من حيث المساحة والأهمية؟
أتعامل مع العمل الفني أنه مباراة كرة قدم لكل فنان دور مهم كان كبيرا أو صغيرا.. وأي ممثل جيد في أي دور قد يكون هو من يحرز الهدف لذلك أحب أن تكون كل الأدوار كبيرة ومؤثرة ولا يسعدني العمل المطلق لي فأنا لا أعترف بالبطولات المطلقة ولا تعنيني ولم أتغير منذ بدايتي حتى الآن وإن اعتبرني البعض بطلا مطلقا فلا أتأثر بالألقاب.. وأعتبر نفسي ممثلا دوره مهم لا أكثر ولا أقل.
المعلومة صحيحة فقد فكرت في المصارع كرم جابر بمجرد عرض السيناريو علي لأنه أسطورة رياضية وهو أقرب شخص للدور خاصة أنه سيضفي مصداقية كبيرة للأحداث بدلا من الاستعانة بممثل يتقمص دور مصارع، وكانت المشكلة أن كرم ليس ممثلا ولكن سرعان ما تغلب على هذه الأزمة وتعلم التمثيل بسرعة وقدم دوره بأفضل أداء ممكن وتفاعل معه الجمهور بشكل كبير جدا.
نعم ساعدني كرم جابر على تقمص دور المصارع بالشكل البدني المضبوط ودربني على المصارعة رغم أني تدربت أربعة أشهر على فكرة المصارعة وكان دائما إلى جانبي كرم جابر حتى خرجت جسمانيا بالشكل المطلوب للمصارع الحقيقي خاصة أن هناك حركات خطيرة يجب أن تتم في العمل وأي حركة خاطئة ستكون عواقبها جسيمة.
لماذا لا تتواجد في أي عمل كوميدي لدرجة أنه يقال إنك ضد الأعمال الكوميدية؟
الكلام غير دقيق فأنا لست ضد أي عمل جيد والقصة ليست نوعية العمل، سواء كوميدي أو تراجيدي ولكن أنا ضد أي عمل بدون رسالة واضحة ومفيدة، ولا أنكر أني أحب الكوميديا جدا فالضحك في حد ذاته ترفيه ومطلوب ولا أمانع من تقديم الكوميديا إذا كانت مصحوبة برسالة وهدف، وإذا عرض علي عمل بهذا الشكل أرحب به فورا .. ولكن أنا ضد الكوميديا بدون هدف أو الضحك من أجل الضحك.. وعموما أنا أحترم كل أنواع الفنون وأختار ما يناسبني وأقدمه فقط.
أشعر أن هذا دوري الحقيقي والسبب في أني موجود على وجه الحياة كممثل هو أن أقدم قضايا مجتمعية مؤثرة تترك بصمة عند المشاهد وتحاول حل أزمة أو لغط في المجتمع.
بكل صدق الشهرة و المال والنجومية ليسوا هدفي وكل المقربين مني يعرفون شخصيتي وأهدافي، والفن ليس المجال الذي يكون هدفه الأساسي المال أو النجومية رغم أنه بالفعل يحقق ذلك والدليل أني مستمر كممثل منذ سنوات طويلة بغض النظر عن إحجام الأدوار ولم يحبطني البعد عن البطولات لسنوات طويلة من عمري.
بالتأكيد السبب الوحيد أني لم أجد عملا مناسبا للسينما في الفترة الأخيرة وطبعا أتمنى التواجد السينمائي والمشاركة بأفلام سينمائية ذات قيمة ورسالة وهدف ومكونات كاملة لصناعة منتج شديد الاحترام والرقي، وقريبا قد أعود للسينما بعمل جديد فقد عرضت علي عدة مشروعات محل دراسة حاليا.