نايل هاشم المجالي
أصبح المواطن العربي المسلم في بلاد المهجر يدفع ثمناً باهظاً لغربته حيث اصبحت العنصرية المتنامية في اوروبا تطاردهم اينما كانوا حيث ان اعلان الدول الكبرى الحرب على الارهاب كان من مضمونه ايضاً حرب على الاسلام حيث ان وتيرة الفكر العنصري ضد الاسلام والذي شمل ايضاً التعليم ومواقع العمل ودور العبادة اخذ يتصاعد تدريجياً بخطاب واضح ضد المسلمين وتتضاعف معها ايضاً ظاهرة الاسلامو فوبيا ( الخوف المرضي من الاسلام في الغرب ) فأصبحت النظرة في تلك الدول تشمل المظاهر المختلفة للحياة الاجتماعية والسياسية والدينية شعور العداء والاضطهاد والممارسات العنصرية تجاه الدين الاسلامي وكانت الانعكاسات السلبية لذلك استغلال المنظمات الارهابية المتطرفة لشباب مسلمين يعملون هناك من اجل قيامهم بعمليات ارهابية شهدتها فرنسا وبلجيكا والمانيا وغيرها وفي هذه الاحداث لم يسلم المسلمون هناك من ظلال الشك والريبة يغذيها الاعلام الممنهج بالصحف والفضائيات والمواقع الاجتماعية واصبحت الجاليات العربية تتلقى بيانات تحمل تهديدات بالقتل ضد المسلمين كذلك دور العبادة رغم الكثير من المبادرات لتلك الجاليات التي تثبت معارضتهم للاعمال الارهابية وعدم الخلط بين الدين الاسلامي وبين الذين يرتكبون عمليات ارهابية باسم الاسلام ويشوهون صورة الاسلام والمسلمين على انهم عدائيون وارهابيون وقتلة ومدمرون هذا الامر ساهم مساهمة كبيرة في رفع نسبة البطالة للشباب المسلمين هناك واصبحت اعمالهم مقتصرة على بعض الاعمال الضئيلة والقليلة الدخل واصبح وجود غالبيتهم غير مرغوب فيه لأن الاجواء مشحونة بالكراهية والتربص واصبحت الذهنية الغربية والنقل الاستراتيجية الغربية صراع وصدام مع المسلمين ولا تعايش حقيقيا بينهم مما جعل المسلمين امام حربين الحرب الاولى هي رفضهم ومواجهتهم للارهاب وللعمليات الارهابية لما لها من تأثير واضح وملموس على وجودهم وعلى مصالحهم والحرب الثانية هي العمل على اظهار حقيقة هذا الدين وسماحته وحبه للسلام وتناقضه مع الارهاب وقتل الانفس البريئة والمسلمين هؤلاء اصبحوا ايضاً مستهدفين من المنظمات الارهابية من جانب ومستهدفين من المجتمع الغربي من جانب آخر اي ان الخطر عليهم اصبح مضاعفاً والدين الاسلامي يدعو الى الرحمة بين عموم الناس والكل يعرف ان نشوء التنظيمات الارهابية والفكر المنحرف المتطرف بدأ منذ الغزو على بعض الدول العربية وتعذيب ابناء الشعب سياسيين وغيرهم بسجون مثل سجن ابو غريب اشد انواع التعذيب وبأساليب نشرها الاعلام عالمياً ساعد في نمو الشعور بالانتقام وساعد بذلك لنمو وتصاعد الاعمال الارهابية في الكثير من المواقع للدول التي شاركت وساهمت في التعذيب في تلك السجون وشاركت في الغزو على تلك البلاد فقتلت ودمرت وشردت الملايين من ابناء شعبها جرائم تعبر عن ارهاب تلك الدول الغازية والمستعمرة لتلك الدول العربية وهذه حقائق متقاربة من كافة الجوانب وما بينهم من الجاليات العربية المسلمة ابرياء وقعوا ضحية ذلك وهم غير مذنبون فعلى من تقع المسؤولية وسط هذه المشاهد الدرامية وما الدعوات للهجرات لتلك الدول سوى الاقامة في مخيمات محروسة ومنعزلة مقابل تلقي الوجبات الغذائية وجمود بالفكر والعلم والحياة الكريمة بل هي حياة ذل ومهانة شاهدنا كيف يتم التعامل معهم ولقد تم تفريغ تلك الدول العربية من ابناء شعبها ومن كل من هو قادر على العمل والعطاء والانتاج ومن المثقفين والعلماء والخبراء ليبقى فيها من هو قادر على حمل السلاح لينضم الى احد الجوانب المتقاتلة في صراعات لا يعرف ما الهدف منها سوى تدمير البلاد وقتل ابناء جلدتهم تحت شعار محاربة الارهاب وهو صناعة وليس قناعة والفيسبوك اصبح من المغريات لدى المواطن خاصة الذي يحب ان يدون انطباعات سريعة وكتابة لا تحتمل الاطالة وكذلك القراءة لمن يبحث عن المختصر حتى ولو لم يكن مفيداً حيث يجد الكثيرون فيها متعة مع استعراض للنصوص البصرية من صور ورسوم وافلام ويحمل الكثير من المفاجآت مثل صور الاصدقاء فلقد اصبح بمثابة فسحة متاحة للحرية وللتعبير وكمقهى يلتقي فيه الاصدقاء وشاشة صغيرة لاستعراض الجمال على اختلاف تجلياته .
Nayelmajali11@hotmail.com