إيناس أبو شهاب
لكل شخصٍ في هذه الحياة قصة. وجميعنا أبطال في مسرحية حياتنا. فهناك أرملة استنفدت قواها تحت سقف المسؤولية. وهناك كهل أفنى حياته في جمع الأموال إلى أن وجد نفسه وحيداً في إمبراطورية حياته البرجوازية. وهناك فتاة رفضت الدخول في قفص الزواج وفضلت العيش بحُرية. وهناك شاب مُرهق يحاول جاهداً العيش بكرامة رغم صعوبة ظروفه المعيشية. وهناك مُطلقة تحاول إثبات قوتها وسط عالم اتسم بالوحشية. وهناك ناشطين اجتماعين يحاولون إظهار أنفسهم رغم ازدياد اعدادهم في الحقول الميدانية. وهناك مُتسولين يتجوّلون في الطرقات يومياً لأنهم اعتادوا الإتكالية. وهناك من هو ضائع دون عمل أو حلم أو حتى هوية.
وبين بطل وآخر قد تختلف الملامح، فهناك من تحمل ملامحه الانكسار، وترتسم على وجوه البعض الآخر ملامح الانتصار. والبعض مفقود الملامح فهو مُحتجز في الحصار، والبعض مُقعد ولكنه يمشي عكس التيار، والبعض انطفىء وهج إيمانه وفكّر بالانتحار، والبعض الآخر صبور ويتقن فن الانتظار.
فإن كنت بطريق مُزدحم تأمل وجوه البشر. فسترى وجوه عابسة، وأخرى بائسة، ووجوه فرحة، وأخرى مُنهكة، ووجوه اسودت من الغيظ، ووجوه احترقت من الشمس، ووجوه شامخة، ووجوه مذلولة، ووجوه مُبهمة الملامح.
وتذكر أن من ينظر في وجهك قد يستمد من طاقتك. فحاول أن تغسل وجهك بالقناعة والرضى، والإحترام والإلهام. فالكل لديه ما يكفي من الآلام. وارفق بغيرك وابقي ملامحك هادئة، وانتقِ كلماتك قبل أن تنطقها لتصبح هادفة….