د. أيّوب أبو ديّة
كانت انطلاقة باص عمّان مبشرة بالخير وعندما انطلقت الخدمة كانت الفترة الزمنية بين باص وآخر نحو عشر دقائق، وفي أقل من شهر، وتحديداً يوم الاثنين صباحاً بتاريخ 22/7/2019 وصلت إلى مجمع المحطة وجلست في باص صويلح الساعة 7.20 وانتظرت حتى الساعة 7.55 حتى شرع الباص في التحرك. وصل الباص أول طلوع الشابسوغ الساعة 8.13، وانتظر دقيقة ثم انطلق، وأخيراً خرجنا من شارع الشابسوغ المزدحم الساعة 8.26، أي أن رحلة بضع مئات من الأمتار استغرقت 13 دقيقة. وأخيراً وصلنا إلى العبدلي الساعة 8.35 صباحاً. أي أن الرحلة من مجمع المحطة إلى العبدلي استغرقت ساعة وربع، وهي تستغرق أقل من ذلك مشياً على الأقدام.
صحيح أن دراسة يوم واحد لا تكفي، ولكن يحذونا الأمل من المسؤولين بدراسة إمكانية تغيير مسار الباص إلى نفق الحدادة حيث الازدحام أقل، وبالتالي سيقلل تغيير اتجاه الباص من ازدحام طلوع الشابسوغ وربما يجعل زمن الرحلة معقولاً أكثر.
ومن اللافت أن الباص ما زال لا يلتزم بالمواقف، وهذه مسألة حساسة على الصعيدين التنظيمي والمروري، حيث أنه لا يمكن الالتزام بأوقات الوصول إلى المواقف طالما لا يلتزم السائق بالتوقف عند الاماكن المحددة، كذلك فإن التوقف العشوائي كيفما اتفق يعيق حركة السير ويسبب الحوادث.
وبصورة عامة هناك ارتياح عام ورضى عن نوعية الباص ووسائل الراحة المتوافرة فيه، رغم حجمه الكبير، فالناس تنتظر بفارغ الصبر أن تنتهي صلاحيات الباصات القديمة التي خنقت الناس بما تطلقه عوادمها من أدخنة كثيفة سوداء ينجم عنها تلويث كبير بالبيئة وبخاصة بفعل أكاسيد الكربون وأكاسيد الكبريت الناجمة عن الاحتراق غير الكامل للديزل والتي تؤدي إلى أمراض في الجهاز التنفسي والجهاز الهضمي والأجهزة العصبية وما إلى ذلك.
ختاماً، مع شكرنا الجزيل لأمانة عمّان على هذه المبادرة الطيبة ولكننا نأمل أن يتم تصحيح أي أداء لهذه المركبات على وجه السرعة لتحسين الخدمة، فهذه طبيعة العلم حيث تصحح التجربة ما صاغته النظرية أو الفكر المحض، وليس هناك أي عيب في ذلك. وعبر التجربة والخطأ يمكننا تصحيح مسار الباصات حتى لو كان ذلك على حساب حرمان بعض المواطنين في بعض المواقع من خدمته، التي ربما يمكننا تحويلها إلى مناطق للمشاة فقط، لأن المصلحة العامة هي الأهم وبناء الثقة مع المجتمعات المحلية ضروري لاستمرارية هذا الباص وديمومته، علماً بأن بناء الثقة يتطلب من سائق الباص الالتزام بالمواعيد والمواقف وخفض زمن الرحلة وإلا فما الفائدة من خدمات النقل العام وتحديثها؟