برلين-وكالات
رغم الدراسات العلمية العديدة والكثيرة التي لا تُحصى، والتي تتحدث عن حياة المُدن ومقارنتها بالريف، وعن الصعاب والمشكلات الصحية والنفسية التي تسببها المدينة للإنسان، والأمر بالعكس تماماً لحياة الأرياف في الطبيعة؛ فإن دراسة بريطانية حديثة، أشارت إلى أمر خطير وغير متوقع، وهو أن المدن المزدحمة «تسرق» أكثر من 7 أشهر من عُمر الأطفال المفترض.
ووفقاً لما نقله موقع «روسيا اليوم»، عن صحيفة «ذي صن» البريطانية، فقد أشار الباحثون القائمون بهذه الدراسة الجديدة من جامعة «كينغز كوليدج» في العاصمة البريطانية لندن، إلى أن استنشاق الهواء الملوث، ونمط الحياة غير الصحي في المُدن المزدحمة، من الممكن أن «يُـقـصـر» من عمر الأطفال فترة قد تصل حتى 7 أشهر، وقد تزيد على ذلك.
الدراسة التي كشفت نتائجها عن أن المدن المزدحمة «تسرق» أكثر من 7 أشهر من عُمر الأطفال، كانت قد اعتمدت على سببين رئيسين في ضعف الحالة الصحية التي يسببها تلوث الهواء، وهما: ثاني أكسيد النيتروجين، ثم جُسيمات الهواء، التي هي عبارة عن مزيج من الجزيئات الصغيرة جداً مع قطرات سائلة معلقة في الهواء. ونظرت الدراسة في تأثير هذين العاملين في معدلات الوفيات وانخفاض العمر المتوقع والمفترض في مدينة «برمنغهام»، التي تُعرف بأنها إحدى أكبر مدن المملكة المتحدة.
ووصل الباحثون خلال هذه الدراسة «الخطيرة»، إلى أنه على سبيل المثال، الطفلة التي وُلدت خلال العام 2011 وتبلغ من العمر قرابة 8 أعوام، من الممكن أن تنتهي حياتها وتموت في وقت أبكر من الفتيات الأخريات بفترة تترواح ما بين شهرين اثنين إلى 7 أشهر، وربما أكثر من ذلك في بعض الأحيان بحسب تركيزات التلوث المتوقعة للمدينة التي تعيش فيها. وفي سياق متصل، فقد وجد الباحثون أن الخسارة الأعلى في متوسط أعمار الأطفال، كانت في مدينتي «برمنغهام» و«مانشيستر».
وأكد الباحثون القائمون على هذه الدراسة في جامعة «كينغز كوليدج» اللندنية، أن «الخسارة» لن تكون فقط في متوسط أعمار الأطفال، بل أيضاً خسارة مالية واقتصادية؛ حيث أشارت الدراسة إلى أن تلوث الهواء سيزيد من الفاتورة الصحية السنوية لدعم سياسات الحد من تلوث الهواء في برمنغهام مثلاً، من 190 مليون جنيه إلى ما يزيد على 470 مليون جنيه إسترليني، وقِسْ على ذلك في مُدن أخرى.
وبحسب «بولي بيلينغتون»، مدير شبكة «يو كيه 100 UK100»، التي أشرفت على الدراسة، فقد حذر الباحثون من خطورة النتائج التي توصلوا إليها، كونها لم تشمل سوى الأطفال الأصحاء، ولم تتضمن المصابين بأمراض تنفسية مثل «الربو». وطالب الباحثون في الجامعة البريطانية، إلى التنبه على هذا الأمر الخطير، ودقّ جرس الإنذار لمعالجة ما اعتبروه «قاتلاً خفياً» يودي بحياة الأطفال، ويحول حياة الكبار إلى «بؤس صحي» في مختلف مدن ودول العالم، وليس فقط في المملكة المتحدة.