زاوية سناء فارس شرعان
شهد البرنامج النووي الايراني حلقة جديدة من حلقاته بعد ان رفضت ايران نسبة تخصيب اليورانيوم اثر انتهاء فترة الـ ٦٠ يوما التي حددتها للدول الاوروبية الموقعة على اتفاق ٥ + ١ الذي وقعته مع الدول الكبرى دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي بالاضافة الى المانيا بهدف منع ايران من صنع اسلحة نووية مقابل الافراج عن ارصدتها في الخارج.
وبعد انسحاب الادارة الامريكية من اتفاق ٥ +١ افهمت ايران الدول الاوربية الموقعة عليه وهي المانيا وبريطانيا وفرنسا العمل على تحقيق مصالح ايران وعدم الحاق اضرارا اقتصادية بها جراء العقوبات الامريكية وقد انتهت مهلة الـو ٦٠ يوما امس ما حدا بايران الى الاعلان عن مرحلة جديدة تتمثل بزيادة نسبة تخصيب اليورانيوم في مفاعلاتها بهدف تسريع حصولها على الذرة وامتلاك السلاح النووي … ووعدت ايران باعادة النظر بعملية تخصيب اليورانيوم من حيث الكمية والنسبة بعد ٦٠ يوما اخرى اعلنتها للدول الاوروبية..
القرار الايراني جديد كان له فعل الصاعقة على الادارة الامريكية التي تراهن على ان ايران لن تملك السلاح النووي وعلى الدول الاوروبية الموقعة على الاتفاق … الادارة الامريكية وصفت القرار الايراني بانه خطير وسيؤدي الى اتخاذ سلسلة اجراءات جديدة من بينها فرض عقوبات جديدة من شأنها زيادة التوتر بين واشنطن وطهران يضاف الى التوتر والتصعيد الدائم بين الجانبين بسبب ما تسميه واشنطن سلوك ايران المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة والعالم وتهديد الامن والملاحة الدولية والسير عبر الممرات المائية الاقليمية والدولية وتحديدا مضيقي هرمز وباب المندب حيث تتوقف كميات هائلة من النفط المصدر لمختلف دول العالم باعتبار ايران ودول الخليج العربية المصدر الاكبر للنفط والغاز في العالم …. بالاضافة الى التهديد الامريكي لايران بفرض عقوبات جديدة اذا رفضت تخفيض اليورانيوم في مفاعلاتها…
الضغط على ايران لم يقتصر على امريكا فحسب وانما شمل الدول الاوروبية الموقعة على اتفاق ٥ + ١ ودول الاتحاد الاوروبي بصورة عامة التي تفرض بدورها عقوبات على ايران لعدم التزامها ببرنامجها النووي من جهة ولكونها راعية للارهاب من جهة ومزعزعة للأمن والاستقرار في العالم من حهة اخرى … فادانت كل من فرنسا وبريطانيا والمانيا وهي الدول الموقعة على الاتفاق النووي بالاضافة الى الصين وروسيا والولايات المتحدة مطالبة ايران بالغاء الخطوة التي نفذتها مؤخرا برفع نسبة تخصيب اليورانيوم..
الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الي يتوسط بين ايران والولايات المتحدة لتخفيف التصعيد بينهما قال ان الالية التي تم وضعها لعدم الحاق خسائر بالاقتصاد الايراني لن يم تعديلها الا اذا اوقفت ايران اجراءاتها الأخيرة وان بلاده ترفض هذه الاجراءات وتطالب بالغائها فيما اكدت المانيا على الموقفين البريطاني والفرنسي الرافضين للقرار الايراني.
اسرائيل بدورها لم تلتزم الصمت بل حرضت بريطانيا وفرنسا والمانيا على اتخاذ اجراءات انتقامية من ايران فهي الوحيدة في العالم التي تخشى من امتلاك ايران لاسلحة نووية … اما الولايات المتحدة فان كانت مترددة حتى الآن في توجيه ضربات عسكرية لايران بسبب معاداتها للدول العربية ودعمها للارهاب وتهديدها للملاحة فانها للحفاظ على امن واستقرار اسرائيل وانها مستعدة لتوجيه المزيد من الضربات العسكرية لايران … !!!