ذكورية المجتمع

نبض البلد -

أ.د.محمد طالب عبيدات

المجتمعات الشرقية ذكورية بامتياز بالرغم من وصولنا زمن اﻷلفية الثالثة، حيث ما زال معتقدا أن الذكور يحملون مسؤوليات أكثر من الإناث سائداً عند الكثير، وما زال معتقدا أن الذكور هم ديمومة العائلة ويحملون اسمها سائداً أيضا، وما زالت محاباة الذكور على اﻹناث موجودةً، وما زالت اﻷنثى جمل المحامل في البيت وتعمل دون كلل ﻹتمام المتطلبات اليومية وأخوها يجلس يتابع التلفاز أو على النت:

1. مؤشرات المجتمع الذكوري كثيرة حيث اﻹستثمار في التعليم في الذكور أكثر من اﻹناث، ومقارنة بسيطة بين قبولات التنسيق الموحد وقبولات الموازي والدولي بالجامعات تظهر ذلك، حيث نسبة اﻹناث أكثر بكثير في التنسيق الموحد المبني على التحصيل اﻷفضل للطالب، بيد أن نسبة الذكور أكثر بكثير من اﻹناث في الموازي والدولي اللذين يتطلبان مبالغ مالية أكثر.

2. حتى بعض الناس يحرمون بناتهم من الميراث أو يميزون الذكور عن اﻹناث بمخالفة صريحة عن الشرع بحجة أن مسؤوليات الذكور أكثر وأنهم يحملون إسم العائلة ويرفعون إسمها مستقبلاً!

3. البعض من اﻵباء وحتى اﻷمهات ما زال يعبس وجهه ويتجهم عند تلقيه خبر ولادة الزوجة لأنثى لا لذكر، بالرغم من أنه يدرك أن اﻷنثى تلتصق به أكثر والبنات بعد زواجهما وحتى قبله أحن على الوالدين وعاطفتهن لهما أكثر بكثير.

4. المجتمعات الذكورية صفة ربما تكون جاهلية نسبياً، حتى وإن كانت نسب الناس الذين يميزون بين الذكور واﻹناث قليلة إلا أنها تسيء للمجتمعات الشرقية كثيراً.

5. البعض حتى يحلل وفق هواه -لا وفق الشريعة- للذكور كل شيء ويحرمه على اﻹناث.

6. حان الوقت أن يتلاشى التمييز بين بني آدم وفق الجنس، فحقوق اﻹنسان واﻷعراف الدولية والمواثيق على الورق تعزز ذلك، لكن الممارسات الموجودة على اﻷرض والتي هي عكس ذلك تقتضي بأن نتغير كمجتمعات شرقية.

بصراحة: ممارسات المجتمعات الذكورية -وإن كانت قليلة عند البعض- ما زالت موجودة في مجتمعنا وإن كانت من الجاهلية، والمطلوب المساواة على اﻷرض بين الجنسين في الحقوق والواجبات والمكتسبات وغيرها.