نفق الاستيطان في القدس …

نبض البلد -

زاوية سناء فارس شرعان

 

تكريسا لمشروع ترامب «صفقة العصر» بالاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل وليهود العالم والبدء بتنفيذ المشروع المسمى بمشروع السلام وتطبيع العلاقات بين الدول العربية والكيان الصهيوني دشن السفير الامريكي باسرائيل نفق الحجاج في مدينة القدس بين منطقة سلوان التي تحولت الى منطقة وحدات استيطانية وجدار البراق الحائط الغربي للمسجد الاقصى.

وقد حرص السفير فريدمان على العمل بيديه لازالة حائط يقع على طريق النفط والخضر بعدله لازالة الجدار بالكامل وسط تصفيق الحضور من بينهم وفد رسمي امريكي باعتبار المشروع مشروعا اسرائيليا امريكيا مشتركا يعود بالنفع والخير على الكيان الصهيوني الذي يعتبر حليفا لا مثيل له للولايات المتحدة منذ زرعه في قلب الوطن العربي عام ١٩٤٨ وحتى الآن.

ويعتبر النفط من عين سلوان الى حائط البراق بمسافة ٦٠٠ متر وعلى عمق ١٥ مترا حيث كان في العصور القديمة عبارة عن مجرى ماء مسقوف ويأتي للتعبير عن دور امريكا في دعم الكيان الصهيوني سياسيا واقتصاديا وعسكريا ودعم المخططات الاسرائيلية في الاستيلاء على مزيد من الاراضي الفلسطينية بعد ان اتاح مشروع ترامب باعتبار القدس عاصمة لاسرائيل للكيان الصهيوني باضافة مساحة شاسعة من القدس والضفة الغربية الى الكيان الصهيوني في مخالفة صريحة للقانون الدولي الذي يعتبر القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية المستقبلية الامر الذي يتيح في الوقت ذاته اضافة مستوطنات القدس الكبرى لدولة الكيان الصهيوني ونزعها من الضفة الغربية المحتلة في ضوء سياسة العدو الصهيوني باقامة المزيد من المستوطنات في الاراضي الفلسطينية واقامة الطرق الالتفافية حولها

اقامة نفق «الحجاج»بين سلوان وحائط البراق تأتي بعد ايام قليلة من عقد ورشة البحرين التي عقدتها الادارة الامريكية في المنامة لمعالجة الاوضاع الاقتصادية في صفقة القرن التي تعتزم الادارة الامريكية تنفيذها في وقت لاحق من العام الحالي بمقاطعة السلطة الفلسطينية ومنظمات المقاومة في فلسطين وعدد من الدول العربية فيما استقبل الشعب العربي في رفضها ومقاطعتها في غالبية الدول العربية من العراق شرقا حتى المغرب غربا حيث شهدت العديد من المدن العربية تظاهرات مسيرات احتجاجية على عقد ورشة البحرين.

واذا كان نفق طريق الحجاج ليس الاول من نوعه الا ان مشاركة طاقم امريكي رسمي في المشاركة في الاحتفال يعتبر انحيازا امريكيا سافرا لاسرائيل في سياستها الاستيطانية يعتبر اضطهاد للفلسطينيين هو تجاهل لحقوقهم المشروعة بما في ذلك رف اقامة دولتهم الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس ويظهر بما لا يدع مجالا للشك المؤامرة الامريكية على حقوق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره واقامة دولته المستقلة.

الاغرب من ذلك ان الطاقم الامريكي المشارك في افتتاح النفق ابدى ارتياحه واعجابه بالمشروع الجديد وابدى كذلك ارتياحه لالام الفلسطينيين من ضحايا المشروع حيث تصدعت جدران المئات من المنازل على طول النفق الواصل بين عين سلوان وجدار الاقصى الغربي المعروف بحائط البراق فيما اضطر عدد كبير من اصحاب المنازل التي تشققت الى مغادرة منازلهم والنزوح الى اماكن اخرى للنجاة بحياتهم وحياة اسرهم ..

الفلسطينيون من سكان القدس وخاصة منطقة سلوان ومنطقة الاقصى يطلقون على المشروع الجديد الذي الحق بهم ضررا كبيرا نتيجة النفق المظلم الذي لن تظهر منه اي بقعة من الضوء ما زال الاحتلال الاسرائيلي جاثما على الاراضي الفلسطينية وما زالت واشنطن تدعم هذا الاحتلال … !!!