سعت جماعاتٌ من المعجبين بأسطورة البوب الراحل مايكل جاكسون، الخميس 4 يوليو/تموز 2019، للحصول على تعويضات من اثنين يزعمان أنهما ضحايا انتهاكات جنسية من جاكسون «لتشويهِهما سمعته» فيالفيلم الوثائقي «ليفينج نيفرلاند» (الخروج من نيفرلاند)، الذي أنتجته شبكة (إتش.بي.أو).
ورفعت ثلاثة من نوادي المعجبين بجاكسون دعوى قضائية ضد الرجلين في أورليان بشمالي فرنسا. وقالت المحكمة إن الحكم سيصدر في الرابع من أكتوبر/تشرين الأول 2019.
واتَّهمت الجماعات الثلاث، وهي: «مايكل جاكسون كوميونيتي» و «إم.جيه ستريت» و «أون ذا لاين» ويد روبسون وجيمس سيفتشاك بتشويه سمعة جاكسون، في الفيلم الوثائقي الذي يتحدَّث عن مزاعم اعتداء المغني جنسياً على أطفال.
وتسعى الجماعات إلى تعويضاتٍ رمزية قدُرها يورو واحد (1.13 دولار) لكل منها، ورفعوا الدعوى القضائية في فرنسا لأن الحماية من التشهير بحسب القوانين الفرنسية تمتد إلى ما بعد الوفاة، بعكس الأنظمة القضائية في بريطانيا والولايات المتحدة.
ولم يمثل روبسون وسيفتشاك أمام المحكمة، ولم يعيِّنا محامين لتمثيلهما. ويقول الرجلان في الفيلم الوثائقي، إنَّ جاكسون صادَقهما وتحرَّش بهما جنسياً، حين كان عمر أحدهما سبع سنوات، والآخر عشر سنوات في أوائل التسعينات.
وبرَّأت محكمةٌ جاكسون في عام 2005 من تهم التحرش بصبي آخر، ونفت أسرتُه الاتهامات التي وردت في الفيلم الوثائقي.
لم يتوقف الجدل الذي أثاره الفيلم الوثائقي الممتد لأربع ساعات Leaving Neverland، الذي تناول حياة مايكل جاكسون، خاصَّة أنه تناول آراء بعضِ مَن قالوا إنَّهم تعرَّضوا للإساءة الجنسية على يدِ المغني الشهير.
الفيلم انضمَّ متأخراً إلى مهرجان ساندانس السينمائي. ووصفت الجهة القائمة على إدارة عقار Neverland، الذي كان جاكسون يسكنه، وسُمِّيَ الفيلم باسمه، الفيلم بأنَّه: «محاولة مزرية ومستفزة لاستغلال اسم جاكسون»، حسب صحيفةThe Guardianالبريطانية.
في الوقت نفسه يصعِّد معجبو جاكسون تهديداتهم ضدَّ مخرج الفيلم، دانيال ريد، الفائز بجائزة الأكاديمية البريطانية لفنون السينما والتلفزيون. وشهِدَت مواقع الإنترنت تحريضاً على التظاهر ضدَّ الفيلم، ما أدَّى إلى زيادة وجود الشرطة، غير أنَّه بسبب شدة برودة الطقس في الصباح في ولاية يوتا، لم تظهر سوى مجموعة صغيرة من المهووسين بالمغني الراحل.
وقالت الصحيفة البريطانية، أما بالنسبة للجالسين داخل المسرح المصري بولاية يوتا الأمريكية، لمشاهدة الفيلم، فكانت مقاومة المشاهدة للنهاية مستحيلة. فعلى مدار أربع ساعات شارك المخرج ريد شهادات تفصيلية لرجلين اتَّهما جاكسون بتعريضهما للإساءة الجنسية على نطاق واسع ومريع، حين كانا طفلين.
ومن المقرَّر أن يُعرض الفيلم على جزأين على قناتي HBO وChannel 4. وقبل بدء العرض أخطرت الشركة المنظمة بوجود مقدّمي رعاية صحية متخصصين عند الحاجة، إذ إن الوصف الصريح لعمليات الإساءة من الممكن أن يُسبب صعوبات لدى الأشخاص الذين يثير هذا الوصف في نفوسهم ذكريات أليمة.
ورغم أنَّ دعوات قضائية سابقة فشِلت في إثبات التهم ضد جاكسون، ونُعت مَن اتَّهموه سابقاً بأنَّهم انتهازيون يختلقون القصص، من الصعب أن نتخيَّل أن يكون إنكار هذا الفيلم المصاغ بدقة، والذي يُقدم تفاصيل مرعبة بهذه السهولة.
قرَّر المخرج دانيا ريد تركيز الحكاية على اثنين من المتهمين وأسرتيهما فقط، وقدَّم تفسيراً لهذا في جلسة الأسئلة التي عقدها بعد عرض الفيلم، وأصرَّ على أنَّ قصتيهما تظلّ متماسكة وقوية، دون أي مادة دخيلة، وهو أمرٌ أصاب فيه تماماً.
ووفقاً للصحيفة البريطانية، تحتوي رواية الضحيتين على نقاط تشابُه عديدة، فكلاهما كان أصغر من العاشرة حين تعرَّفا على جاكسون، وكلاهما كان يملك اهتماماً قوياً بالتمثيل، وكلاهما خَضَعَا للاستمالة الجنسية كما زَعَما، ثم تعرَّضا للإساءة لفترة ممتدة من الزمن.