دراسة جديدة تظهر أن الشركات الأردنية مستعدة للفرص المتاحة في مجال الذكاء الاصطناعي

نبض البلد -

نبض البلد – عمان

أظهرت دراسة جديدة جاهزية الأردن للاستفادة من الذكاء الاصطناعي في العديد من القطاعات الحيوية الأساسية، وأن المملكة مستعدة للفرص المتاحة من تطبيقات الذكاء الاصطناعي.

وترتكز الدراسة حول الذكاء الاصطناعي في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا ولماذا وأين وكيف يتم استخدام الذكاء الاصطناعي في الأعمال التجارية حاليًا، وتستند الدراسة، التي قامت شركة مايكروسوفت بتكليف شركة ارنست ويونغ بإجرائها، على الدراسات الاستقصائية والمقابلات ودراسات الحالة من ما مجموعه 112 مؤسسة من جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا من القطاعين العام والخاص، وتمت تغطية سبعة قطاعات رئيسية، بما في ذلك الصحة والتصنيع والموارد والخدمات المالية والخدمات المهنية وتجارة التجزئة والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والإعلام والبنية التحتية والنقل.

وبيّنت الدراسة أنّ ما يقارب من نصف الشركات الأردنية تصنف الذكاء الإصطناعي كأولوية رقمية مهمة، وذلك وفقًا لتقرير الذكاء الإصطناعي لعام 2019 الخاص بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. ووضّح التقرير أيضًا أن ما نسبته 62% من الشركات أنّ الذكاء الاصطناعي مرتبطبمستوى الرؤساء التنفيذيين، بالإضافة الى ذلك، فإن ما نسبته 48% من مدراء الشركات يبحثون عن الفرص لدمج الذكاء الإصطناعي مع أعمالهم.

وتعقيباً على الدراسة قال وزير الاقتصاد الرقمي والريادة المهندس مثنى غرايبة أنّ الأردن يتمتع ببنية تحتية رقمية جاهزة للاستفادة من التكنولوجيات الحديثة ويُعد الذكاء الاصطناعي واحدة منها، حيث تقوم الوزارة حالياً بتطوير الجاهزية الرقمية للوزارات والمؤسسات الحكومية لتبني هذه التكنولوجيات من حيث توفير بياناتمُصنفة وجودة عالية لتسهيل وتمكين إدارة البيانات الحكومية.

وأكد الغرايبة وجود شركات ناشئة أردنية تنافس شركات عالمية في تقديم حلول مبنية على الذكاء الاصطناعي على الرغم من اننا في المرحل الأولية في الذكاء الاصطناعي مثل شركة موضوع التي أطلقت أول مساعد إلكتروني ناطق باللغة العربية مبني على الذكاء الاصطناعي (سلمى) بالإضافة إلى شركة طقس العرب وشركة لبيبة.

وشكر الغرايبة الجهود المبذولة من قبل شركة مايكروسوفت العالمية ودعمها المستمر.

ووفقًا للسيد حسين ملحس، المدير الإقليمي لشركة مايكروسوفت في الإردن، فإن هناك الكثير من الضجيج الذي يحيط مجال الذكاء الإصطناعي، حيث قال " يشك القليلون في دور الذكاء الإصطناعي المحتمل كمحرك للتغيير في الأعمال التجارية في جميع أنحاء العالم، ولا تعتبر الأردن استثناءاً، على الرغم من أن الذكاء الإصطناعي في الأردن يعتبر في مراحل انتشاره الأولى، إلّا أنه يبشر بالخير، لأن الشركات توسع نطاق بحثها عن فرص لاستكشاف مجالات الذكاء الاصطناعي ودمج أعمالها معه".

من جهة أخرى، يقول السيد ستيف بليمسول، المدير الإستشاري للذكاء والبيانات لمنطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا في شركة إرنست ويونغ :"إن أكبر مشكلة نواجهها مع الذكاء الإصطناعي حتى الآن هي أنه لا يكون دائمًا على حق، لقد منحنا الذكاء الاصطناعي القدرة على القيام بالتنبؤات والقرارات والإجراءات التي تعتمد على البيانات، وبشكل أسرع من أي وقت مضى، لكن هذه القدرة فعالة فقط مع البيانات والخوارزميات".

ويضيف:" لذلك، في حين أنه من الرائع رؤية الشركات المحلية تستثمر في اعتماد الذكاء الاصطناعي، يجب أن يكون التركيز على بناء الثقة، حيث أن البيانات والخوارزميات الأساسية جديرة بالثقة، والنماذج الأخلاقية والتنبؤات قابلة للقياس ودقيقة قدر الإمكان. بدون هذه الثقة، لن ينتقل الذكاء الاصطناعي أبدًا وبشكل كامل من الخيال إلى الواقع."

يذكر أن شركة مايكروسوفت قامت بإعداد هذه الدراسة تنفيذاً لأحد بنود مذكرة التفاهم التي تم توقيعها بين الحكومة الأردنية والشركة في بداية هذه السنة

لم يتجاوز مرحلة البداية الى الآن

استغرق الأردن بعض الوقت لتجاوز مرحلة نقطة البداية في مجال الإستثمار في الذكاء الإصطناعي، على الرغم من إنفاق ما يقارب الـ 60 مليون دولار في صفقات الذكاء الإصطناعي على مدار العقد الماضي. ومع ازدياد الإستثمار فيه مؤخرًا، لم يكتسب الذكاء الإصطناعي درجة كبيرة في الشركات الأردنية، حيث تم تصنيف ما نسبته 5% فقط من الشركات الأردنية على أنها متقدمة في استحقاق الذكاء الإصطناعي، وذلك وفقًا للرؤساء التنفيذيين الذين شملهم الإستطلاع.

بالإضافة الى ذلك، فإن ما نسبته 14% من الشركات ما زالوا في مرحلة التجريب، وذلك يعني أن الذكاء الإصطناعي يتم استخدامه في عمليات محدودة، وأيضًا ما نسبته 14% من الشركات ما زالوا في مرحلة التجريب، التي تعني أن الذكاء الإصطناعي يستخدم بشكل انتقائي. أما النسبة المتبقية من الشركات وهي 38% فلم تستخدم الذكاء الإصطناعي اطلاقًا، او لا تزال تفكر في استخدامه، معتبرة أن نقص المعرفة في الذكاء الإصطناعي والمهارات والإنتظار الحذر هي أبرز اسباب عدم استخدامه الى الآن. ومع ذلك، يشير هذا الى وجود فرص هائلة لإنتشار حلول الذكاء الإصطناعي في جميع الشركات الموجودة في الأردن مستقبلاً.

التحالفات الخارجية هي مفتاح نجاح الذكاء الإصطناعي

وبسبب هذا النقص في المهارات وقلة المعرفة حول العديد من التقنيات الجديدة، تمتلك الشركات الأردنية تاريخًا قويًا في التعامل مع نظام بيئي أوسع من البائعين، وذلك للوصول إلى الملكية الفكرية وقدرات التنفيذ المطلوبة اللازمة لتنفيذ التقنيات الجديدة.

ما نسبته 48%من الشركات تعتبر نفسها ذات كفاءة عالية، أو أقل بقليل من الكفاءة العالية، وذلك من خلال الاستفادة من التحالفات الخارجية. من المتوقع أن يدعم ذلك الرؤساء التنفيذيين في إطلاق حلول الذكاء الاصطناعي ودعمها للمضي قدمًا.