- وكالات
لا تنفك حكومة الاحتلال الاسرائيلي من تشديد سياساتها وقيودها ومحاولة أسرلة المدارس والمناهج الفلسطينية في مدينة القدس المحتلة، وكان آخرها تصريح وزير التعليم رافي بيرتس، بأن هناك دراسة جدية لإلزام المدارس العربية برفع العلم "الاسرائيلي".
الناطق باسم وزارة التربية والتعليم الفلسطينية صادق الخضور قال: "الإعلان عن هذا الموضوع ليس مستغربا في ظل محاولات الاحتلال لإحلال المناهج الاسرائيلية مكان الفلسطينية".
وشدد على أن هذه المحاولة ستفشل كسابقاتها، في ظل مواقف أبناء القدس.
ووفق الخضور، فإن "إسرائيل" تحاول بكل ما تملك من قوة محاربة التعليم الفلسطيني بشتى الوسائل، ولكن مواجهتها تأتي من خلال أولياء الأمور في القدس ومؤسسات المجتمع المدني والفعاليات المقدسية والمرجعيات الدينية، من أجل الحفاظ على استقلاليتها وطابعها العربي.
وقال: "المحاولات الاسرائيلية متواصلة في محاربة التعليم بالقدس، حيث تضيق على المدارس في البلدة القديمة والعيساوية وشعفاط والمدارس الأخرى، كما تفرض على الطلبة الحبس المنزلي، وهو الإجراء الوحيد من نوعه الموجود في العالم، كما كانت هناك محاولات مستمرة لتمرير كتب ونسخ مشوهة ومزيفة، إضافة إلى حظر ترميم الغرف الصفية، وتحريم بناء مدارس جديدة".
واشار إلى أن الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة مستمرة في حث المدارس الفلسطينية على الانتقال من منهاج التعليم الفلسطيني إلى منهاج التعليم الإسرائيلي، وتشجيع الأسرلة في صفوف المقدسيين.
وخلال عام 2018 رصدت حكومة الاحتلال في إطار ما أطلق عليها بـ"الخطة الخماسية"، 68.7 مليون شيقل لدعم المؤسسات التعليمية التي تدرس المنهاج الاسرائيلي، و57.4 مليون لتطوير وصيانة المدارس التي اختارت المنهاج الإسرائيلي، و67 مليون لاستئجار بنايات جديدة لها، إضافة إلى 15 مليون للتعليم التكنولوجي المتطوّر، في خطوة عنصرية لمحاربة المدارس الفلسطينية التي تعاني وضعا صعبا، لحثها وتشجيعها على الانتقال من المنهاج الفلسطيني إلى الإسرائيلي، وكل ذلك بما يخدم السيطرة على مضامين المناهج الفلسطينية.
ويبلغ عدد مدارس الأوقاف في مدينة القدس 49 تتبع إداريا لوزارة التربية والتعليم الفلسطينية، لكنها تعمل تحت مظلة وزارة الأوقاف الأردنية، ويبلغ عدد طلابها 12160، و6 تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا" وعدد طلابها 1279، حيث إنها مهدّدة بشكل خاص بعد قرارات الإدارة الأميركية الأخيرة بشأن "الأونروا" والقدس، والمدارس الخاصة 76 وعدد طلابها نحو 28 ألف، وتتبع إداريا للكنائس والجمعيات الخيرية والأفراد.
وتشرف وزارة التربية والتعليم الفلسطينية على 47% من قطاع التعليم في القدس، ويشمل ذلك مدارس الأوقاف العامة بنسبة 14%، والمدارس الأهلية والخاصة 31%، ومدارس "الأونروا" 2%.
وتعاني معظم مدارس القدس من نقص في المباني الصالحة للاستخدام التربوي، لصعوبة توفير الأرض المناسبة لغايات البناء المدرسة بفعل الحصول على رخص بناء من بلدية الاحتلال.
وللتغلب على هذه المعضلة، لجأت الكثير من مدارس القدس في محاولة منها، إلى استئجار مبانٍ سكنية لاستخدامها كبديل عن المباني المدرسية، رغم عدم توفر المواصفات المتعارف عليها والمقبولة للمؤسسات التعليمية في هذه المباني.