نايل هاشم المجالي
في كثير من المجتمعات التي تتوفر فيها اسقف من الحريات الموزونة والمعقولة تكون هناك بيئة لافكار ابداعية وابتكارية ، حيث يتغلبون من خلالها على الاحباطات والتوترات ، حيث يستفيدون من هذه المساحة من الحرية للتعبير عن ذلك لتقليص المسافة ما بين الحلم والحقيقه .
وهذا الشيء يجب على كافة الجهات المعنية حكومية وقطاع خاص ان تسعى لتحقيقه خاصة مع فئة الشباب العاطل عن العمل ، وفق استراتيجية مشتركة تساهم بها المنظمات الغير حكومية .
وكلنا يعلم ان الشباب هم وقود لأي حراكات وضعتهم على مفترق طرق ، فهناك من تملكه الاحباط او من يسعى لاستغلاله فكرياً بشكل سلبي ، وهناك من تملكه الارادة لتحقيق الانجاز والتقدم نحو الامام .
ونحن نعلم ان الفقر والبطالة والجهل وعدم الاستقرار الامني والنفسي هم امهات المشاكل التي تعاني منها غالبية المجتمعات فكيف علينا واجب اعادة فاعلية شبابنا كإنسان منتج في مجتمعه ووطنه وحمايته من السلوكيات السلبية واعادة تنظيم حركته وتزويده بالوعي اللازم لينهض بنفسه ومجتمعه اي ان هناك مفهوم مهمة انتاج الوعي الشبابي ، من خلال اهمية اكسابهم دور الشعور بالواجب الوطني من خلال مبادرات مجتمعية تبنتها الجهات المعنية حكومية وخاصة اي اننا نحول قوى الاحتجاج لقوى ذات فاعلية منتجة بنّاءه ويحول نفسه من مرحلة السكون الى مرحلة الاقلاع ، متجاوزاً الامراض المجتمعية كذلك اهمية تفعيل الجمعيات المجتمعية بانواعها لتكون عناصر انتاجية وخدماتية وتوعوية وتعالج العديد من القضايا المجتمعية .
كذلك تطوير حواضن التنشئة السليمة لطلابنا وشبابنا ، وتوعية الاسرة بدورها التوعوي ، وتنظيم فعاليات مختلفة للمشاركة الايجابية ، واستقطاب الباحثين والخبراء والشعراء واصحاب الفن وغيرهم لتوعية شبابنا ، لانتاج حركة توعوية وفكرية كبرى ، ليجد كل فرد صورته المستقبلية وكيفية بناء مجتمعه بدلاً من أن نجعل من هؤلاء الشباب فريسة للمنحرفين فكرياً .
ففي المانيا وعدة دول متحضرة رصدت الشركات والمصانع والتجار مبالغ مالية في صندوق لدعم اعادة تأهيل كثير من الشباب العاطل عن العمل او الذين كانوا منحرفين ، وتم القيام بمهام انتاج الوعي لديهم من خلال برامج وجمعيات متخصصة ، حيث نجحت تلك البرامج ليتحول هؤلاء الشباب من عامل سلبي عنفي الى عامل ايجابي سلمي منتج يخدم مجتمعه ويحميه ويحافظ على امنه واستقراره .
Nayelmajali11@hotmail.com